يمثّل الحمل مرحلة حرجة للمرأة بسبب التغيّرات الفيسيولوجية والهرمونية والنفسية التي تطرأ عليها. لكن من خلال إتباع أسلوب حياة صحي، يمكن للحامل اجتياز هذه المرحلة العصيبة بسلام. وللتمتع بصحة جيدة، أوصى "المركز الألماني للتوعية الصحية" الحامل باتباع نظام غذائي متوازن يقوم على الإكثار من الخضروات والفواكه ومنتجات الحليب والحبوب الكاملة؛ فهذا النظام يعمل على سد احتياجاتها هي والجنين من الفيتامينات والعناصر المهمة. وأشار المركز إلى أنّ بعض الحوامل يعانين من تغيّر سلوكهن الغذائي بشكل خارج عن إرادتهن، لاسيما في الثلث الأول من الحمل، كالتعرض لنوبات جوع شديدة رغم تناول وجبات الطعام الأساسية أو الشعور المفاجئ بفقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام. ويمكن مواجهة هجمات الجوع الشديدة بين الوجبات الرئيسية من خلال تناول الفواكه والخضروات كالجزر أو التفاح أو العصائر المصنوعة منها بدلاً من تناول الكعك أو الشوكولا أو غيرها من الحلوى. ولمواجهة مشكلة فقدان الشهية التي تتسبّب بالطبع في فقدان الوزن، يمكن التصدي لها من خلال تناول حصص صغيرة من الطعام بصورة منتظمة، مع العلم بأنّه تتوافر نوعيات معينة من الأطعمة أو التوابل أو البهارات التي تعمل على تحفيز الشهية. كما يمكن الحد من الشعور بالقيء والغثيان من خلال تناول حصص متعددة من الطعام على مدار اليوم بدلاً من ثلاث وجبات أساسية؛ إذ يمكن للمرأة تحمّل الكميات الصغيرة على نحو أسهل. وبالنسبة إلى النساء اللواتي يعانين من نوبات الغثيان في الصباح، يمكنهن الحد منها من خلال تناول بقسماط مملح مع كوب زنجبيل ساخن قبل النهوض من الفراش. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي ممارسة الرياضة، كالمشي والسباحة وركوب الدراجات، لكن بشكل معتدل؛ إذ أثبتت الدراسات أنّ النساء اللواتي يواظبن على ممارسة الرياضة قبل الحمل وخلاله بشكل معتدل، تسهل عملية الولادة لديهن. وكي لا يتعرض الطفل لأي مخاطر، ينبغي للمرأة الإقلاع عن التدخين خلال هذه الفترة.