رجل بمنتهى الضآلة يحاول بصعوبة أن يفتح غطاء علبة كوكا كولا يساوي ضعفيه في الحجم، أو عمال يحملون حبات الذرة على أكتافهم، أو رياضي يتزلج على كومة سكر. أي هذه الصور أو سواها تفضلين؟

هذه المصغرات تجعلنا نفكر بالفنان الذي خلفها، كيف تمكن من توليف هذه الصورة ثم كيف يبني حكايات لوحاته، فكل عمل فيه قصة صغيرة. إنه المصور "الماكرو فوتوغرافر" macro photographer  ديفيد غيلفر المختص باللقطات القريبة جدا في التصوير.

يقول غيلفر لصحيفة ديلي البريطانية أمس إن "البشر بقامات صغيرة يدهشونني، وأنا استمتع بالعثور على لقطات مناسبة أجمد فيها هؤلاء، لتكون هذه اللقطة كأنها المهمة الكاملة". وكثيرا ما تكون هذه المهام مثيرة للتعاطف.

يضع غيلفر الإنسان في صورة مخالفة لتلك التي نعرفها عنه، فبدلا من أن يكون الإنسان أكبر من الأشياء، وفي موقع مهيمن على هذه الجمادات من حوله، نراه ضعيفا وقليلا أمام الموجودات، نشعر أن حبة فاصوليا ضخمة يمكن أن تبتلعه أو أنه قد يغرق في قطرة ماء أو يضيع بين الحشائش. إنه الإنسان الضعيف على حقيقته تسيطر عليه الموجودات من حوله وهو أسير لها، أسير العمل والاستهلاك. إنه مثير للشفقة فعلا!

تستغرق كل لوحة أو صورة بتفاصيلها وحتى تنفيذ السيناريو بالكامل قرابة الساعتين من غيلفر، ويرى الفنان أن أصعب مافي الأمر هو العثور على سيناريو مدهش ومقنع وفي معظم الوقت طريف ويتضمن حس الدعابة.

بدأ غيلفر في هذا المشروع الفني الجميل منذ العام 2011 مستخدما كاميرا DSLR  بعد أن يضيف إليها العدسات المصغرة، فقد كان يريد أن يمارس التصوير ولكن بطريقة مختلفة.

وحول التصوير يبين " في مثل هذه الصور لا بد من العناية بشكل كبير بالخلفيات والتضاريس، وبدلا من محاولة التقاط مساحة كبيرة من المشهد، التقط مقطعا صغيرا جدا باستخدام العدسات المصغرة macro lens."

يقوم غيلفر بعمل سلاسل من الصور، كل وحدة تحمل حكايتها فيها. وقد لقيت الأعمال رواجا كبيرا وأحبها المتلقون والمتابعون لغيلفر على حساباته في السوشال ميديا من تويتر وانستغرام وفيسبوك، حيث يعرض صوره أولا بأول، ليصنع لنفسه معرضا مفتوحا ودائما لصوره ولقطاته المدهشة.