تأتي علينا أوقات نعذر فيها الأطفال جدا عنما يخطئون، لأننا مع الأسف نعيش اليوم في مجتمعات وصلنا فيها كأزواج لمراحل صعبة من التفكير التافه والسخيف في التعاملات الأسرية. فمنذ شهر وقفت امرأة نطلب الطلاق من القاضي والسبب أن زوجها أحضر كل الأغراض من الجمعية ولكنه نسي أن يحضر لها فرشاة الأسنان. وقامت الدنيا وقعدت 7 شهور بالمحاكم لأنه نسي فرشاة الأسنان. ومسألة اليوم من هذه النوعية من المشاكل التافهة فالزوج الفاضل بعد 20 سنة زواج طرد زوجته من البيت لأول مرة في حياتهما واتصل بأخيها ليحملها لبيت أبيها. والزوجة ركبت رأسها وحلفت بأغلظ الأيمان قائلة بالمحكمة لو انطبقت السماء على الأرض ولو جئتم ليس بقطعة من السماء لن أعود للبيت، لدرجة أنها تركت جلسة القضاء وخرجت غاضبة تتوعد وتصر على الطلاق وعدم العودة. وأتدرون ما المشكلة؟ إن كل المشكلة أن زوجها تأخرت عليه ربع ساعة في تجهيز العشاء! أرايتم لأي حد وصلت عقليات بعض الأزواج؟ وثارت الدنيا ولم تقعد حيث اتصل الزوج بأخيها ليأخذها لبيت أبيها وعمر الزوج 48 عاما وعمر الزوجة 45 عاما . وتذكرت ساعتها سيد الخلق عندما كانت أمنا عائشة تغضب، وهو الذي معه الحق، ولكنه يقوم فيصالحها وتذكرت أبو الدرداء عندما قال لزوجته ليلة العرس ميثاق شرف زوجي إرضائي نفسيّ، قال منهجي معك في الحياة إنه : إن رأيتني غضبانا فرضني وإن رأيتك يوما غضبى فسأرضيك ) فهكذا تسير الحياة . أردت بتلك الكلمات وهذه المسألة أن أقول لكل زوج وزوجة تغاضيا مررا، لا تتوقفا عند التفاهات وسفاسف الأمور لتسير مركب الحياة. فليست زوجتك خصما لك وليس زوجك خصما لك. وانظروا كيف كان الرسول يقول عن خديجة رضى الله عنها : ( إنها حبيبتي ربة البيت وأم العيال) كما قال للرجال : استوصوا بالنساء خيرا ).