لقد شرع الله الزواج وجعل النية فيه تأبيدية بمعنى أنها علاقة تستمر طول العمر مالم يقع ما يضطر الطرفين للإنفصال. وجعل الله الزواج مقدمة وأساسا لقيام الخلافة في الأرض وذلك بالتناسل والإنجاب ليظل الرابط قويا بين الزوجين، ولتستديم الحياة أما أن يكون الزواج فقط من أجل المتعة وأن يحرم المولود أبسط حقوقه عندما يخرج للحياة بحجة أن الزوج يخشى من ردة فعل أهله بسبب زواجه السري، فهذه غلطة ليس لأطفالنا ذنب فيها وهذه المشكلة هي التي طرحتها السيدة نوال صاحبة مسألة اليوم. تقول نوال :مشكلتي يا سيدي ربما ليست جديدة عليكم ،بدأت مشكلتي قبل 7 سنوات عندما تزوجت برجل متزوج ولديه أطفال وكان عمري 29 عاما وخوفا من فوت قطار الزواج وافقت عليه وأخبرني في البداية أن أهله موافقين على زواجه. ولكنهم لا يستطيعون الحضور نظرا لسفرهم وبعد زواجي منه أخبرني أن زواجه مني تم دون علم أهله وأخبرني أنه فقط يحتاج للوقت كي يخبرهم بزواجه مني. ومرت الأشهر وقدر الله لي أن احمل منه وبدأ ذاك الرجل يتغير علي، هجرني ولم يعد يسأل عني بل إنه أمتهن أذيتي نفسيا بتجاهله لطلبي بأن يضيفني في سجل الأسرة الخاص به ولكنه أخذ يماطل ويماطل إلى أن أنجبت طفلي ولم يأت ليبلغ عن ولادة الطفل. حتى طلب منه أخي أن يأتي ليبلغ عنه في المستشفى وبالفعل جاء وبلغ عن ولادته بعد مرار وطول انتظار ولم يسعى ليصدر له شهادة الميلاد المؤقته فقط. أكتفى بشهادة التبليغ وبعد إصرار مني بأن يضيف طفلي ويثبته وهددته بأني سأخبر أهله قال لي لو أخبرتي أهلي وأعلمتهم بزواجي منك لن يضرني ذلك شيء بل أنت من سيتضرر لأنهم أبدا لن يقبلوا بزواجي منك وهذا يعني أني سأضطر إلى أن أطلقك. وأن آخذ ولدك منك ليتربى مع إخوته ولن تريه أبدا حتى لو اضطررت إلى أن أرسله بعيدا عنك عند أحد أعمامه في مدينة أخرى. خفت كثيرا من خسارة ولدي خصوصا وأني أعرف أنه قد ينفذ تهديده لي لهذا رضيت بما فرضه. علي وألتزمت الصمت لسنوات ولكن ولدي الآن في سن الخامسة وعلى وشك أن يدخل المدرسة وليس لديه أي إثبات لا شهادة ميلاد ولا سجل مدني فقط شهادة التبليغ وشهادة التطعيم. لا أريد أن أتقدم بشكوى للمحكمة لأنه سيتسبب بحرماني من ولدي ولا أستطيع أن أحرم ولدي من حقه في العيش بكرامة أعرف أن زواجي منه كان خطأ فادحا. ولكنه قدري ونصيبي وقد رضيت بما قسمه الله لي ولكن ماذنب طفلي كي يعاقب على خطئي أنا لا أدري ما علي فعله وأرجو منكم إفادتي بحل لمشكلتي . الجواب : مع الأسف أن بعض الأزواج يستغل اليوم جهل بعض النساء بالقانون والشرع ويهددها بكلام لا أساس له من الصحة فكونه يهددك بأخذ ابنكما هذا كلام غير صحيح فالمعروف قانونين وشرعيا أن الطفل في حضانة أمه، خاصة بعد الطلاق ولا يستطيع الزوج نزع ذلك الحق منها ولا أدر يكيف يترك أب ولده 5 سنوات دون شهادة ميلاد هذه جريمة. ثم أنت أيضا مخطئة في سكوتك فالخوف لا محل له من الإعراب في حالتك فلو أنك: 5 سنوات تقدمتي للتوجيه الأسري بطلب عمل شهادة ميلاد أو رفع دعوى بالأحوال المسعجلة لكنت حصلت على حكم في 48 ساعة بإلزام الأب بعمل شهادة ميلاد لابنه ووضعه في سجل الأسرة. هذه حقوق أساسية لا جدال عليها وإلا كيف سيدخل الطفل مدرسة ؟ لذلك أنصح كل زوجة أن تسأل وتستفسر ولا تترك الحبل على الغارب حتى يقع ما لا تحمد عقباه فأبناؤنا أمانة في أعناقنا ولهم علينا حقوقا يجب تنفيذها .