أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن الافتتاح الجزئي لمبنى المجمع الثقافي خلال مهرجان قصر الحصن، والذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ، والذي يعد من أبرز المباني المهمة في أبوظبي. وسيطلع الزوار على أعمال مشروع الصيانة والترميم في المجمع الثقافي، والذي كان قد بني عام 1981 لاستعراض التراث والثقافة الإسلامية وليكون مركزاً للفنون والتعليم. وكان المبنى قد أغلق عام 2009 للسماح ببدء الأعمال التمهيدية ضمن مشروع ترميم قصر الحصن. حيث أن مبنى قصر الحصن والمجمع الثقافي هم المباني الأساسية في مشروع قصر الحصن الثقافي، فقد وضعت مخططات منطقة قصر الحصن كاملةً لتكوين تجربة ثقافية شاملة تجمع بين قصر الحصن المبنى التاريخي الذي أنشئ في مرحلة ما قبل النفط، والمجمع الثقافي المبنى الحديث الذي يعنى بالثقافة والتراث، وأبوظبي بشكل عام. وفي تصريح له بمناسبة الافتتاح الجزئي لمبنى المجمع الثقافي، قال معالي الشيخ سلطان بن طحنون، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "سيمنح مهرجان قصر الحصن الزوار فرصة ليكونوا جزءاً من برنامج الصيانة الذي يجري في المجمع الثقافي، ونحن نسعى لتعريف الجميع بهذا المشروع واطلاعهم على سير عملية الترميم والصيانة، خاصة وأنه لطالما كان أفراد المجتمع جزءاً من إرث المجمع الثقافي. وتسعى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى تطوير هذا الارتباط الوثيق بينهم وبين هذا المعلم الثقافي المهم." وأضاف معالي الشيخ سلطان بن طحنون: "هنالك الكثير من الأشخاص في أبوظبي يمتلكون ذكريات رائعة في المجمع الثقافي، حيث أنهم شاهدوا أول العروض المسرحية والحفلات في هذا المكان. نحن لا نرغب بإحداث التغييرات فيه، وإنما نسعى لاستعادة الإحساس بالماضي والتمسك به من خلال إعادة المبنى لحالته الأصلية." ويعد المجمع الثقافي واحداً من أهم مباني أبوظبي المصممة بطريقة ناجحة كونه يجمع ما بين فنون هندسة العمارة الحديثة العصرية والإسلامية من حيث مبادئ التصميم الأساسية والإضافات الجمالية والفنية. كما يتميز المبنى بدمج عناصر العمارة المحلية، وقد تم تجسيد الهندسة المعمارية الخاصة بمبنى قصر الحصن من خلال استخدام الخرسانة الخارجية المكشوفة والمساحات الصغيرة والخطوط الطويلة وغيرها من التفاصيل المعمارية. وفي مهرجان قصر الحصن لهذا العام، سيحتفي برنامج المجمع الثقافي بالذكريات التي ارتبطت بهذا المعلم التاريخي عبر إحياء العناصر البرنامجية الثلاثة الرئيسية وهي: التعليم والفنون الأدائية والفنون التشكيلية. ويشهد المسرح المفتوح تقديم العروض الشعرية والأفلام، حيث سيقام برنامج يومي يشارك فيه شعراء إماراتيون يلقون أشعارهم ويستعيدون ذكرياتهم المرتبطة بهذا المبنى، وهم سعود الكعبي وسعود المصعبي وهادي المنصوري وحمدان السماحي وابراهيم الشامي وراشد المنصوري وحمدان المحرمي. كما ستعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية النادرة كل يوم لتروي قصصاً عن التاريخ والتقاليد في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكانت فكرة برنامج العروض الأدائية في هذا العام من مهرجان قصر الحصن قد اقتبست من طبيعة الحياة المحيطة بقصر الحصن، عندما كان الأفراد يلتقون لتبادل الأحاديث والقصص والشعر. ومن بين البرامج الحديثة التي تهدف إلى خلق تجربة متميزة متعددة الحواس وتعكس روح الثقافة الاماراتية برنامج "قهوة"، الذي يقدم مفهوما معاصراً لمقهى إماراتي يستمتع فيه الضيوف ويمكنهم الاحتفال بأحد عناصر التراث المعنوي في الإمارات العربية المتحدة. كما تم افتتاح جزء يمثل للمكتبة الوطنية، والتي لطالما شكلت جزءاً بالغ الأهمية من المجمع الثقافي، وستتضمن المكتبة مجموعة من الكتب الثقافية والتراثية الإماراتية. وسيستمتع الزوار بزيارتهم لهذا المعلم الثقافي، وسيحصلون على فرصة لشراء إحدى منتجات الحرف الشعبية والهدايا التذكارية التي تعكس الحرف والتقاليد الإماراتية. وسيحظى الزوار من جميع الأعمار بفرصة للتعرف على التراث الإماراتي من خلال المشاركة في ورش العمل ومشاهدة العروض التي تقام في ساحة المعارض داخل المجمع، والتي شهدت إقامة عدد كبير من المعارض الفنية في المدينة. وتتضمن ورش العمل نشاطات لجميع الأعمار، كحياكة السدو (الشكل التقليدي للحياكة وتمارسه النساء الإماراتيات في المناطق الريفية)، والتلي (نوع من التطريز الإماراتي)، كما سيتمكن الزوار من المشاركة في ورش عمل عن صناعة الملابس الإماراتية وصناعة الفخار.