أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة المنظمة للقمة الحكومية أن هذه القمة تأتي تجسيداً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، للارتقاء بالخدمات الحكومية بما يحقق السعادة للمتعاملين وتلبية جميع متطلباتهم. وأوضح معاليه في كلمته التي ألقاها في افتتاح فعاليات الدورة الثانية للقمة الحكومية التجمع الأكبر عالمياً لتطوير الخدمات الحكومية، أن شركات القطاع الخاص تخدم شرائح معينة من المجتمعات قد تقدر بالملايين لدى كبرى الشركات، بينما الحكومات تخدم ما لا يقل عن ستة مليارات نسمة حول العالم، ما يجعل المسؤولية الملقاة على عاتقها كبيرة جدا، وتحتم عليها مواصلة البحث في خدمة متعامليها وإسعادهم، مشددا على أن ذلك هو الدور الرئيسي لحكومات المستقبل. وأضاف أن القمة الحكومية تحرص على جمع أفضل الخبرات والمواهب عالمياً لتحقيق الهدف الأسمى الذي يتمثل في تحقيق سعادة الإنسان وراحته ورخائه واستقراره، ولتكون هذه رسالة تقدمها الإمارات للعالم، لإثراء المعرفة وتحديد الأدوات وتبادل الخبرات، لتطوير الخدمات الحكومية. ورحب معاليه بضيوف دولة الإمارات من الوفود الرسمية للدول المشاركة، والمنظمات الدولية من الأكاديميين والإعلاميين والخبراء والقطاع الخاص، ومن القطاعات المختلفة، للإرتقاء بالخدمات المقدمة للمتعاملين، والتي تعد أهم مفاتيح الاستقرار والرخاء، وأحد أسرار بناء المجتمعات الآمنة المنتجة والمبدعة. وقال معاليه: "أن العالم يعيش حالياً تغييرات كبيرة ومتسارعة تحتاج معها الحكومات إلى مراجعة خططها واستراتيجياتها، وتحديث خدماتها وتطويرها والارتقاء بخدماتها وتحسين فعاليتها في صنع السياسات وتطبيقها، وهو ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول "إن تغير الزمن يفرض تغيير الأدوات .. وبأن الثبات في عالم يتغير هو في الحقيقة تراجع .. وبأن الأفضل في عالمنا اليوم هو الأسرع في مواكبة التغييرات من حوله .. وليس الأكبر في حجمه". وفي عرضه للرؤى التي تنتهجها الحكومات في سعيها إلى مواكبة الطفرات التقنية والتكنولوجية الكبيرة التي بدأت في تغيير حياتنا وواقعنا، والتي انعكست على الكثير من مجالات حياتنا، أورد معالي القرقاوي عدداً من التوقعات المستقبلية التي تهدف إلى تحفيز التساؤلات في أذهان الحكومات حول المستقبل وطريقة تعاطيها مع التحديات التي يفرضها على جميع الصعد بدءاً بقطاع التوظيف والرعاية الصحية والتقنيات الوراثية وسلوك الأفراد وتطورهم النفسي والتعليم وانتهاء بتطور تقنيات الكومبيوتر ووسائل الاتصال. وتحدث معالي القرقاوي عن إيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن تحسين الإدارة الحكومية هو الاساس في سرعة مواكبة المتغيرات من حولنا على اختلافها، نظراً للأهمية الكبيرة التي يتمتع بها تطوير علم الإدارة الحكومية لأن طموح المتعاملين ومتطلباتهم أصبح أكبر والهدف والعمل على تحقيقها أصبح أشمل وأسمى وأنبل. وقال: "إن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن تطوير العمل الحكومي، والإدارة الحكومية، والمنتجات الحكومية، هو الأمر الأكثر إلحاحاً وأهمية في هذا الإطار لخدمة الناس وراحتهم". واختتم معالي محمد القرقاوي بالقول " إن رسالة القمة الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي نقلها بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "رعاه الله" خلال القمة الحكومية الأولى، تتمثل في أن تطوير العمل الحكومي هو المفتاح لتحقيق سعادة المتعاملين، والأساس لتوفير الفرص الجديدة وبناء الأمل لأجيال جديدة من الشباب.