لا أعلم إن كان يصح القول إن جوزيف حرب لفيروز كأحمد رامي لأم كلثوم، ربما لم يكتب جوزيف لفيروز بنفس الكم الذي كتب به أحمد رامي لكوكب الشرق ولا بذات الانهماك الذي منحه رامي لصوت أم كلثوم. لكن المقارنة هنا هي مقارنة ماجمع بين المطربتين والشاعرين. فقد اختلطت الصداقة بمشاعر الحب والتقدير واقترنت قصيدة الشاعر بصوت المطربة الذي منح القصدية طيرانا آخر. لقد رحل جوزيف حرب، الشاعر الذي أحب فيروز وصوتها وحضورها وكتب لها أغان عظيمة من قبيل "طلعلي البكي" و"لما علباب ياحبيبي". توفي حرب الأحد بعد صراع مع المرض، رحل الشاعر عن عمر ناهز 70 عاما، تاركا ورائه مجموعة من القصائد غنتها فيروز ولحن بعضها عاصي ومنصور الرحباني. ونشرت وكالة "رويترز" تقريرا عن الشاعر الذي قالت إن قصائده لا تزال تحفر عميقا في صخرة جبل عامل، وبيوت شعر غادرها في "ليل وشتي" وأودعها قصائد أحبها الناس "تنسيوا النوم". ووضع حرب بتصرف أشعارا "مشغولة بالدهب"، وكتب عن الحب وراء الأبواب وعن "الزعل" الذي طال، وعن بيروت مقرئها السلام من قلبه "سلام لبيروت". غنت له فيروز العديد من القصائد، منها "لبيروت" و"حبيتك تنسيت النوم" و"لما عالباب" و"ورقو الأصفر" و"أسامينا" و"اسوارة العروس" و"زعلي طول" و"بليل وشتي" و"خليك بالبيت" و"رح نبقى سوا" و"فيكن تنسو" و"البواب" و"يا قونة شعبية". ولحن له الموسيقار المصري الراحل رياض السنباطي "بيني وبينك" و"أصابعي"، وإلى الآن لم تصدر الأغنيتان بصوت فيروز. وغنى للشاعر الراحل المطرب والمؤلف الموسيقي اللبناني مارسيل خليفة "غني قليلا يا عصافير" ونشيد "الخبز والورد." ومن أبرز دواوينه بالفصحى، "شجرة الأكاسيا" و"مملكة الخبز والورد" و"السيدة البيضاء في شهوتها الكحلية". كما ترك دواوين بالعامية منها "مقص الحبر" و"سنونو تحت شمسية بنفسج". وشغل حرب رئاسة اتحاد الكتاب اللبنانيين من عام 1998 حتى عام 2002، ونال العديد من جوائز التكريم منها جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي والجائزة الأولى للأدب اللبناني من مجلس العمل اللبناني في دولة الإمارات العربية.