"المال والبنون زينة الحياة الدنيا". كلمات قرآنية رائعة كانت مدار بحث لأستاذ علم النفس في جامعة "هارفارد" دانيال جيلبرت الذي أكّدَ في مقال منشور له عام 2013 بأنّ السعادة في الدنيا ترتبط بالزواج والمال والأولاد، مشيراً في خلاصة بحثه إلى أنّ الآباء هم أكثر سعادة من أولئك الذين لم ينجبوا أطفالاً بعد. وقد يحدث أحياناً أن يرغب العروسان بعدم الإنجاب في بداية حياتهما الزوجية للاستمتاع بالحياة الجديدة أو لأسباب أخرى قد تكون إقتصادية أو إجتماعية أو ربما قصرية صحية خارجة عن قدرتهما. تؤجل عملية الحمل بالتالي لمدة يحدّدانها معاً تصل إلى سنة أو أكثر بحسب سرعة تغلبّهما على المعوقات المختلفة. زواج شرط منع الإنجاب لكن ماذا لو كان العريس أو زوج المستقبل لا يحب الأطفال ولا يود الإنجاب أو حتى مجرد التفكير في ذلك؟ هل تتخلى العروس عن حلم الأمومة وطموحها في سبيل إرضاء شريكها؟ يُشدّد أطباء النفس والأسرة على ضرورة إجراء حوار صريح ومنفتح بينَ شريكي الحياة حول مسألة الإنجاب قبلَ الارتباط رسمياً مع أهمية زيارة الطبيب النفسي معاً كي يساعدهما على النظر إلى الأمور بصورة هادئة وَواضحة قبل إتخاذ القرار النهائي إمّا بعدم الإنجاب أو تأجيل الأمر مؤقتاً (وهي مسألة غير مضمونة) أو فسخ الخطوبة. نعم فكرة الحمل والإنجاب في غاية الخطورة لو لَم تُبحث بينَ الطرفين قبل الزواج. هناك أمور ومنبهات قد تشير إلى رأي العريس في الموضوع. وليس عيباً لو شكّت العروس في الأمر أن تصارح الطرف الثاني بالمسألة كما يقول الخبراء، وبالتالي يصبح من حقها أن تراجع حياتها مع شريكها واستنتاج ما إذا كان زواجهما سيكون شكلياً وللتسلية فقط أو لأسباب أخرى. ليس هذا فقط، بل نصحَ الطب النفسي المرأة بالبحث عن السبب الرئيس في منعها من الحمل من قبل شريك المستقبل لأنّ ذلك قد يكشف العديد من الخبايا عن الزوج لجهة أنّه لا يحب المسؤولية أو لعقدة منذ الصغر لا بدّ من نكشها لاستكمال الحياة وبناء عائلة على أسُس واضحة ومتينة. العديد من المقبلين على الزواج تتوجسهم بعض المخاوف من فكرة وجود أطفال، وبالتالي تكمن أهمية مناقشة هذه المخاوف، وما هو الشيء الذي لا يشجع العريس على فكرة أن يصبح أباً شرط أن يكون الحوار بطريقة هادئة وبناءة. في ما يلي بعض النصائح لنقاش ناجح ومثمر بين العروس والعريس: ضرورة أن تستمع العروس لحبيبها باهتمام وحنان. مهما اختلفت معه في الرأي، من المستحسن تجنب المشاحنات والتوترات التي لا تساعد إلا في تشبثه برأيه أكثر. إن وجدت العروس بعض التأثر خلال حديث شريكها، لا مانع من إضفاء روح المرح والفكاهة. إنّ مناقشة بعض اكتشافات العروس مع الطبيب النفسي قد تساعدها على حل الأمر بنفسها. لا يجب أن تتردّد العروس في الطلب من العريس زيارة العيادة النفسية معاً لحل جميع هذه الهواجس مع الحرص على أن يكون الأمر سراً بينهما فقط. على العروس أن تمنح العريس بعض الوقت للتفكير في أحلامها وتمنياتها بالإنجاب منه وأن يكون لهما عائلة لمستقبل مشرق وأجمل. للمزيد: عروس 2014: 5 خطوات نحو السعادة ماذا لو عملَ العروسان بعدَ الزفاف في مكان واحد؟