الإنترنت ليس مجرد وسيلة ترفيه أو بحث عن معلومات، لقد أصبح منذ مدة طويلة وسيلة للكسب والعيش وتحسين الحالة الاقتصادية لكثير من الأسر. وكثيرة هي القصص في الدول الأوروبية لنساء حققن نجاحات كبيرة عبر مشاريع صغيرة على الإنترنت، ورغم أن المرأة العربية مازالت تشق طريقها في هذا المجال إلا أن نجاحاتها أيضا بدأت تلفت الأنظار، ولكن ربما يلزم أن تطور المرأة العربية نفسها أكثر، وتكتسب المزيد من المعارف في هذا المجال لتبرز لدينا المزيد من الأسماء والمشاريع. اليوم اخترنا أن نستعرض قصة نجاح لامرأة بريطانية تحقق سنويا مايقدر بمئة ألف جنية استرليني وهو ما يزيد عن نصف مليون درهم إماراتي. كاثي هيز أم لثلاثة أولاد، تقول إن غرفة الطعام في منزلها تشبه مخزنا للبضائع المستعلمة، ولقد توقفوا منذ زمن عن تناول الطعام فيها، فالطاولة مزدحمة بأدوات المطبخ الكهربائية وأدوات التغليف والأغراض المختلفة التي تسعى كاثي لبيعها عبر Ebay. كانت كاثي موظفة في قطاع الصحة وكانت تجني سنويا 25 ألف جنية استرلينيا، ومنذ أن تقاعدت من العمل وبدأت في مشروعها أصبحت تجني أربعة أضعاف هذا المبلغ. تقول كاثي " يحقق لي هذا العمل حلم أي امرأة: أن تجد وقتا لأبنائها وبيتها وأن تجني مالا يكفي للحياة بشكل ممتاز. وذلك من خلال بيع وشراء الأدوات التي ترميها النساء في مزادات Ebay على الإنترنت". تنتظر كاثي حتى ينام أبنائها وتفتح جهازها وتبدأ في المتاجرة والبحث عن بضائع وصفقات مربحة. تضيف كاثي التي تركت المدرسة وهي في السادسة عشرة ولم تكمل تعليمها "لقد اكتسبت المهارة التي احتاجها بعد عام من العمل وأصبح لدي إحساس ومؤشر يقول لي هذه البضاعة جيدة وهذه لا، تستطيع المرأة التعلم بسهولة وأن تحول قوة تفكيرها هذه إلى عمل مربح، ولكن هذا لم يحدث بسهولة أجل لقد تذوقت طعم الفشل مرارا قبل أن أعرف النجاح". عن تجاربها الفاشلة تقول "في العام 2006 رهنت منزلي لأفتح مركز ألعاب للأطفال وكنت واثقة من نجاح المشروع، فقد أجريت دراسات جدوى وكل ما يلزم. ولكني فشلت وتراكمت علي الديون. اضطرت لبيع بيتي والانتقال للسكن في غرفة واحدة مع أبنائي. ولكن في كل مرة كنا نجد طريقة وننشل أنفسنا من الكابوس الذي نحن فيه". ولكن كيف خطرت فكرة المتاجرة على Ebay لكاثي؟ عن ذلك توضح: "كنت أتصفح الجريدة حين قرأت عن زوجين أصبحا يملكان 8 ملايين باوندا بعد أن كانا يعيشان على راتبيهما، وذلك بعد أن بدأ الزوجان في المتاجرة على Ebay". كانت كاثي مبهورة بنجاح زوجين عاديين في تحقيق هذه المكاسب، وقررت أن تجرب بنفسها ولكنها لم تكن تتوقع أن تكسب الكثير، كانت تأمل فقط في بعض النقود الإضافية التي قد تساعد عائلتها في حياة أفضل. وعن أول صفقة لها على Ebay تقول فتشت في السقيفة عن أغراض قديمة لم تعد تلزمني، فعرضت ألعاب وملابس أطفال، وسخان للماء وحتى تلفون قديم. وبعد اسبوع بعت أغراضي بقيمة 600 باوند. ولكني فكرت إن كنت أريد مشروعا فعلي أن أمتلك رأس مال أشتري به الأغراض ثم أبيعها أو أقايض عليها بأخرى. ومع الوقت تغير كل شيء وأصبحت أعرف ماذا أشتري وبكم أبيع. في أحد المرات اشتريت جهازا لصنع القهوة ب2 باوند وبعته بـ 52 باوند. ثم تطور عملي وأصبحت أشتري الأغراض من مطاعم ستقفل وتعرض أغراضها أو أشخاص يسافرون ويعرضون أشيائهم وهكذا. أما عن طريقة بدء مشروع مثل مشروع كاثي فتكمن النصائح في عدة خطوات لابد من دراستها جيدا: - ادرسي السوق الذي يتواجد فيه الزبائن المستهدفين، ماذا يحتاجون فعلا. وماذا يمكنك أن تقدمي مما يحتاجون وكيف ومن أين. - بيعي واشتري في الأشياء التي تفهمين فيها. فإن لم تكوني على خبرة بالقطع الفنية مثلا فلا تحاولي بيعها أونلاين، وإن كنت صاحبة ذوق في المجوهرات فجربي المجوهرات. - فكري بالحاجيات الصغيرة التي لن تكلفك الكثير لدى إرسالها بالبريد. - اشتري خمسة أغراض فقط من كل شيء تجربينه أو علامة تشترينها لأول مرة، حاولي بيعها إذا بيعت بسرعة فأحضري غيرها وإذا لم تباع فهكذا لا تكوني خسرت فيها كثيرا. - قدمي بضاعتك بشكل مغر وجميل، ولتكن صورها واقعية ولكن تغري بالشراء في أجواء عائلية أو عملية تناسب البضاعة التي تعرضينها. - لا تقللي من أهمية التغليف، فالطريقة التي ترسلين بها الأغراض لزبائنك تؤثر على ثقتهم بك. - في موقع Ebay لديك سطر واحد وعدد محدود من الكلمات لتبيعي بضاعتك فتعلمي أن تستفيدي من كل كلمة لتسويق مالديك. - بعد أن تصبح لديك أول قائمة بالزبائن حتى لو كانت صغيرة، يمكنك مراسلتهم وسؤالهم عن طلباتهم بين فترة وأخرى.