خطوة جديدة في مجال التوعية بالسرطان تخطوها الإمارات العربية المتحدة مع تشكيل جمعية أصدقاء مرضى السرطان لمجموعة دعم المرضى المصابين باللوكيميا النقوية المزمنة (Chronic Myloid Leukemia - CML) في الإمارات. وقد اجتمعت مجموعة الدعم المشكلة حديثاً للمرة الأولى يوم السبت، حيث كان الاجتماع مناسبة للتباحث مع مختلف شرائح المجتمع المعنية، وشمل الحضور بعض المرضى وذويهم وبعض الجمعيات الطبية والمؤسسات غير الحكومية التي تعنى بموضوع السرطان، كما تم خلال الاجتماع التباحث في أهداف مجموعة الدعم. وإلى جانب التأكيد على دور التوعية بهذا الصنف المحدد من اللوكيميا، أكد الاجتماع على ضرورة توضيح أن اللوكيميا النقوية المزمنة (CML) هي مرض مزمن كما هو واضح من اسمها، وليست مرضاً غير قابل للشفاء، حيث ترك الاعتقاد بأنها مرض غير قابل للشفاء أثراً سلبياً على المرضى المصابين بها لفترة طويلة. وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة سوسن الماضي، الأمين العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان قائلةً: "هدفنا هو زيادة الوعي باللوكيميا النقوية المزمنة، بحيث نساعد المرضى في الحصول على الدعم اللازم من مختلف الجهات. من المهم توضيح أن المصابين باللوكيميا النقوية المزمنة ليسوا مرضى في مراحلهم الأخيرة، ويتطلب الأمر فقط الالتزام بالبرنامج العلاجي ليعيشوا حياةً طبيعية وناجحة." وأضافت الدكتورة الماضي: "تشير سجلات المشافي في الإمارات العربية المتحدة أن نسبة الإصابات الجديدة باللوكيميا النقوية المزمنة تبلغ ما بين 25 إلى 30 مريضاً سنوياً. وقد آن الأوان ليحصل المصابون بهذا المرض على الدعم الفعال اللازم لهم، من خلال نظام محدد يعمل على نشر الوعي ومعالجة العقبات التي تواجه العلاج. يجب أن نعمل على نشر الوعي في المجتمع فيما يخص مسائل مثل الفحوصات التشخيصية المبكرة وتمييز الأعراض التي تأتي مع اللوكيميا النقوية المزمنة. وما نرغب بتحقيقه هو إيصال رسالة فحواها أن المصابين باللوكيميا النقوية المزمنة ليسوا مرضى في مراحلهم الأخيرة، بل أن بإمكانهم التغلب على المرض، ومتابعة حياتهم بشكل طبيعي، مهنياً وشخصياً. وأنا واثقة من انتشار الوعي بهذه المسائل بشكل أفضل كفيل بدفع المؤسسات غير الحكومية لتكون فاعلةً أكثر في موضوع دعم المصابين باللوكيميا النقوية المزمنة". وقد هدف الاجتماع إلى التأكيد على حقيقة علمية محددة، وهي أن مرضى اللوكيميا النقوية المزمنة لسوا في مراحلهم الأخيرة، وأن بإمكانهم مع العلاج العودة إلى حياتهم الطبيعية. حيث أدى سوء الفهم هذا إلى وضع مرضى اللوكيميا النقوية المزمنة في أوضاع غير مريحة مادياً، مع صعوبة الوصول إلى الدعم المادي اللازم لتغطية نفقات العلاج الباهظة. ولذلك فإن أحد أهداف مجموعة الدعم الجديدة سيكون تمكين المصابين بهذا المرض من خلال نظام دعم متكامل يركز على الكشف المبكر والتوعية والتثقيف حول الأعراض المبكرة لهذا المرض، بالإضافة إلى دفع الجمعيات الطبية والمؤسسات غير الحكومية إلى النشاط في هذا المجال أيضاً. وتأكيداً على أهمية تصحيح هذا المفهوم المغلوط، قال محمد البدري، البالغ من العمر 43 عاماً، والذي اكتشف إصابته بمرض اللوكيميا النقوية المزمنة في عمر 36 عاماً خلال فحص روتيني كان يجريه سنوياً: "أعتقد أن تشكيل مجموعة دعم المصابين باللوكيميا النقوية المزمنة هو علامة فارقة، ستحدث الكثير من التغيير الإيجابي لصالح المرضى المصابين بهذا المرض، والذين يكافحون للعودة إلى حياتهم الطبيعية. وأرغب أن أقول لجميع المصابين بهذا المرض، أن الخطأ الأكبر هو عدم التحلي بالأمل، وخصوصاً اليوم مع تشكيل هذه المجموعة التي ستسهم في تحسين الدعم الذي يتلقونه."