أفتتح مؤخراً المعرض الشخصي الأول للفنانة الإماراتية الشابة ميثاء دميثان بعنوان "مُتجدد"، الذي أقيم على قاعة تشكيل الفنية في دبي. وقد حضر المعرض جمهور غفير من المهتمين بالفن الحداثي وتجربة الفنانة التي تبلورت على مدى عدة سنوات بتميز واضح، مما وضعها بجدارة على خارطة الفن التشكيلي الإماراتي المعاصر.

درست الفن في جامعة زايد، ولها العديد من المشاركات الفنية في معارض داخل وخارج الإمارات، تميزت بأعمالها المتنوعة أيضاً التي تشاركها على موقع "الإنستغرام" والحصول على التفاعل الفوري المكثف لأعمالها التي تنبيء بمهارة فنية مميزة، وتعدد ملكتها الفنية بالرسم والتخطيط وكذلك الموضوعات التي تختارها وتلامس المجتمع الإماراتي وإهتمامات جميع المستويات من الجمهور، بتعدد منشوراتها بين رسم الحشرات بتقنية تقترب من الصورة الواقعية بالألوان المائية، ومروراً برسم الشخصيات الكرتونية بخطوط لا تُخطيء قوانين شركة ديزني الصارمة لرسم شخصيات الشركة الشهيرة.

الفنانة الشابة التي جمعت كل تلك المواهب المتعددة، قدمت لها الشيخة لطيفة بنت مكتوم منشور معرضها الأول بمقال يكشف عن علاقتهما التي تمتد منذ الطفولة، والتي شهدت لها بالإبداع، وتنفسها للفن كحاجة يومية تنبع من داخلها.

لقد شهد المعرض أول إنطلاقة مفردة لأعمالها، مع ذلك فإن لها تجربة مميزة بتنسيق معرض لمجموعة من الفنانين، تحت عنوان "إلى القمر" أقيم قبل عامين ضمن فعاليات الحدث الفني "سكة".

من بين زحمة الحضور تمكنت "أنا زهرة" من إجراء حوار سريع مع الفنانة قبل أن يتهافت على الحديث معها الحضور.

-          من خلال إطلاعنا على لوحاتكِ الفنية السابقة، والتي عُرضت في معارض مثل تعابير إماراتية بدورته الثانية الخاصة بالأعمال الفوتوغرافية في أبوظبي، بالحقيقة ظل المشاهد حائراً لمعرفة التقنية التي نفذت بها اللوحات، مثل لوحة "البشت" فهي ليست عملاً فوتوغرافياً، وليست عمل بتقنية الكولاج، وهذه التقنية بالفعل ميزتكِ عن عن غيركِ من الفنانين، فهلا شرحتِ لنا إياها؟

-          بالفعل، ربما يكون هذا هو سر لوحاتي، فأنا أعتمد تقنية المسح الضوئي بإستخدام آلة ماسحة "سكانر"، وهي تقنية يطلق عليها "السكانوغراف"، ومن ثم أقوم بإلتقاط العديد من الصور للموديل الذي أعتمده، ومن ثم أقوم بتجميع تلك اللقطات للحصول على لوحة متكاملة بالحجم الطبيعي ذات طبقات متعددة.

-          ربما هذا هو سبب كون جميع الموديلات أو الأشخاص في أعمالكِ مغمضي العيون! هل هذا صحيح؟

-          هذا صحيح. عادة ما يكون لأعمالي فكرة الأزياء التراثية أو الأزياء التي أهتم بها شخصياً، أما الموديلات فهم الأشخاص المقربين مني، وغالباً ما يكونون أهلي أو الأصدقاء، وفي هذا المعرض تجدين عملين خاصين بوالدي، وعمل آخر لأخواني مع الطير، وجميع تلك الأعمال بما فيهم الطير يكونون مغمضي العيون. هذا بالإضافة إلى العملين الخاصين بالوالدين، الذين تم يعتمدان التنفيذ التجريدي مع بعض الرموز التراثية مثل البرقع لعمل الوالدة، وغطاء الرأس لعمل الوالد مع ومضات ضوئية هندسية تُعرض بشكل مستمر في غرفة مظلمة.

-          طريقة العرض جاءت مميزة، فكانت اللوحات حرة من دون ضوابط إطار اللوحة، فما هي الفكرة من ذلك؟

-          دأبت على أن أجعل من اللوحة جزءً من المكان وتتفاعل مع المشاهد والفضاء بالحركة، من دون أن أقيدها بإطارات تشدها، وهذا ما يجعلها حرة تتحرك مع أبسط نسمة هواء، فعندما يمر أي شخص من أمام اللوحة تتحرك وكأنها تحاوره وتجاذبه الحديث.

-          يغلب اللون الأسود والنوعية الموحدة لجميع لوحاتكِ، ما هي نوعية القماش التي أستخدمتها، وهل من تغيير في التقنية في هذا المعرض؟

-          أستخدمت القماش القطني الأسود، وهذا ما سهل عملية النقل للصورة الممسوحة "Scanned" على القماش. كما أنني أجد في هذه العملية تشابها مع الرسم بالألوان المائية، أي انه ليس بإمكان المرء حذف خطوة أو ضربة فرشاة من بعد تطبيقها على اللوحة، وهذا ما عملته في معرضي الحالي، ذلك أن الأعمال نفذت بطريقة يدوية من دون تدخل للتحرير الإلكتروني بعد ذلك. لذا أجد عملي أكثر صدقاً، وقد حررتني هذه الطريقة من القيود التي كنت أتحدد بها بسبب الطباعة الإلكترونية، كي أحقق جودة اللون والتركيبة التي أريد تحقيقها.

-          لكِ تجربة تقديم فيلم فيديو للصقر في المعرض، أخبرينا عن هذه التجربة.

لدي فضول فيما يتعلق بوسيلة الفيديو، وأرغب في تجريبها أكثر من ذلك، فمن بعد تجربة تصوير طير الصقر أثناء تناول الطعام بلقطات مختلفة وعدسات مركبة للحصول على التفاصيل، أدركت لاحقاً تماثل الفيديو مع عملية التصوير المسحي، من حيث التفاصيل الدقيقة والتركيز على منطقة معينة في كل لحظة.

 

يذكر أن الفنانة الإماراتية ميثاء دميثان( 1989)  حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة زايد. وقد أشتركت في برنامج الفنان المقيم لمدينة دبي 2014، وأشتركت بالعديد من المعارض الدولية منها جناح الإمارات في إكسبو شنغهاي بالصين، ومعرض المرآة العاكسة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. ومعرض ثلاثة أجيال لمؤسسة سوثبيز في لندن.

كما كان لها نصيب كبير في المعارض المحلية، منها معرض الفن للجميع ضمن برنامج الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان بأبوظبي، ومعرض صنع في تشكيل بدبي، ومعرض تعابير إماراتية في منارة السعديات بأبوظبي، ومعرض عباية في آرا جاليري بدبي، وغيرها.

المزيد:

افتتاح معرض الإمارتية ميثاء دميثان اليوم

ريما نجدي فنانة مفخخة تتجول في أحياء بيروت

إماراتيات يصنعن الفرق..في مجال الإبداع والفن