يقول المؤرخون إن المرأة الفرعونية هي أول من ارتدى الملابس الداخلية من حمالة الصدر إلى السروال القصير وخلافه. وهناك صور كثيرة أيضا مرسومة على جدران المعابد والآثار اليونانية والرومانية القديمة تظهر النساء بالملابس الداخلية. ولكن أقدم حمالة صدر عثر عليها في النمسا وتعود للقرن الخامس عشر وهي شبيهة بعض الشيء بحمالات هذه الأيام. وقد مرت الملابس الداخلية للمرأة بمراحل كثيرة واختلفت تقاليدها بحسب اختلاف الشعوب وطريقة اللباس وتقاليده. فالمرأة الأوروبية والأميريكة اعتادت ارتداء الكورسية المشدود عند الخصر لتبقي على خصرها رفيعا، بالمناسبة من أسرار الخصر الرفيع للفنانة هيفا وهبي أنها تحافظ على ارتداء الكورسية بحسب "القيل والقال" الذي يتردد عن أخبار النجمة الخاصة. حسنا، لنترك هيفا وهبي في كورسيه القرن الواحد والعشرين ونعد إلى تاريخ الثياب الداخلية. كانت النساء في القرن التاسع عشر يرتدين قوالب داخلية مصنوعة من الخشب أو المعدن لتمنع المرأة من تناول الكثير من الأكل لكي لا تسمن معدتها وبطنها، قبل ذلك لم تكن تعتبر المرأة النحيفة جميلة على العكس كانت المرأة الممتلئة هي المرغوبة وقد انعكس هذا على الملابس الداخلية. وهناك قوالب أخرى كانت تستخدم لرفع الفستان عند المؤخرة والأرداف كما تشاهدين في أزياء النساء في الأفلام التي تتناول هذه الفترة من التاريخ. وتختلف الأزياء الداخلية بحسب الثقافة أيضا وعمر المرأة. ففي حين كانت ترتدي الأوروبيات في القرن الثامن عشر مثلا حمالات صدر ترفع من صدورهن وتظهرها من قبة الفستان بينما يرتدين سراويل طويلة من الحرير. كانت المرأة اليابانية ترتدي ملابس داخلية حريرية لا ترفع صدرها ولا تظهر مفاتنها، بل تنسدل على جسدها بنعومة ومن دون ضغط. وفي الوقت نفسه ستجدين في ثقافة أخرى نساء يرتدين حزام العفة، الذي يغلق على أعضاء المرأة الحميمة بالمفتاح لكي يحافظ على عذريتها ويبقى في عهدة الأهل ثم الزوج لكي لا تخونه زوجته. على أية حال، تنتشر في المدن الكبرى في العالم متاحف تروي تاريخ الملابس الداخلية للنساء. وفي الحقيقة إن الأمر ليس للمتعة والفرجة فقط، بل إنه تاريخ يقول الكثير عن كيف عومل جسد المرأة، وكيف استخدمت الملابس للسيطرة على هذا الجسد أو لوضعه في قالب ثقافي واجتماعي معين مهما اختلفت الحضارة والثقافة والشعوب. وأنت؟....ننتظر أن تشاركينا برأيك اقرأي أيضا: الفستان الأسود الصغير..قطعة من مخلفات الحرب