أعزائي القراء، أعجبني رجل وزوج فاضل تأكدنا من خيانة زوجته له بالأدلة لكن عندما أردنا نكتب شيئا عن ذلك رفض. وقال : هي أم أولادي ولا أريد أن أفضح لأن الستر مطلوب شرعا وبنتي ستتزوج بعد شهرين. وفاجئنا بأن أعطاها كل حقوقها مع أنها لا تستحق شيئا من ذلك. لكنه أراد يلقنها درسا في الخلق والدين. فبكت المرأة يومها وقامت وقبلت قدمه تقديرا لما فعل دون أن يطلب أحد منها فعل ذلك. وبعد طلاقها بستة أشهر عادا إلينا وقد أرجعها بعقد جديد فسألته عنها قال : اليوم هي صوامة قوامة لليل ورب ضارة نافعة فأرجعتها بعد تأكدي من توبتها وحججت معها واعتمرنا مرتين، وهي الآن تحفظ القران بالمسجد ولا تفوت خطبة جمعة وانا اليوم أتعلم منها معنى الإيمان فقلت في نفسي : نحن الذين يجب أن نتعلم منك لقد سترت عليها فهداها الله بأخلاقك العالية وصدق من قال : رب معصية أورثت ذلا لله وانكسارا خير من طاعة لله أورثت عزا واستكبار . قرائي الأعزاء، هناك ظاهرة خبيثة وبغيضة بدأت تنتشر بين الزوجين المتخاصمين والمتنازعين. فقد كان أقصى ما نسمع به قديما أن يقول الزوج لمن يشكو له من قضاء أو ولي أمرها هي: لا تحترمني لا تعد لي الطعام هي لا تعتني بالبيت، لكن أن يصل الأمر لأن يتكلم الزوج في عرض وشرف أم أولاده، خاصة وهي بريئة مما ينسب إليها. اللهم إلا كيدا منه و تشويها لسمعتها حتى يسقط عنها الحضانة ويتعافى هو من نفقة المحضونين بعد الطلاق، هذا ما تكرر أمامي كثيرا حتى خشيت ان تتحول لظاهرة في بلادنا! فهذا الزوج (عماد) جاء بالأمس يشتكي زوجته ويتهمها في شرفها. فقلت له ولماذا صبرت عليها طوال 10 سنوات ؟ فما استطاع الرد وقال : لما تتنازل عن حقوقها وتعطيني الأولاد سأطلقها. وبعد شهرين من التحقيق وسؤال كافة الأطراف تبين أن الزوج كان كاذبا ويدعى زورا عليها ما قال. بل اتضح أنه لا غيرة عنده عليها بتاتا فهو يسمح بأن يوصلها أخاه وصديقه للمستشفيات أحيانا كثيرة، ومقصر في حقها الشرعي . المهم ليست هذه مسألتنا بل المسألة هي رسالتي لكل زوج صار له أولاد من زوجته أقول متسائلا: لمصلحة من تتكلم في عرض أم أولادك ؟ من أجل دراهم معدودة ؟ لقد حرم الشرع أن نرمى المحصنات الغافلات ونتهم الناس بوجه عام في شرفهم ما بالك بأم بناتك . آلا تخشى السمعة التي تظل تلاحق ابنتك عندما تكبر وتتزوج ؟ أليس لك في رسول الله أسوة حسنة تكلم المنافقون في عرض زوجته أم المؤمنين عائشة رضى الله عناه وعن أبيها لكن الحبيب طوال شهر حديث الإفك هذا يخرج يوميا على الناس لا يقول إلا كلمة واحدة تسطر بحروف من نور ( أيها الناس ما لي وأقوام آذوني في أهل بيتي والله ما أعلم عن أهل بيتي إلا كل خير ) انظر دفاع الزوج عن زوجته وحمايته لعرضها. وحتى إن ارتكبت خطأ ما. أليس من الشرع ان تستر عليها ليستر الله عليك ؟ إن شئت ففارقها بالمعروف لكن لا تفضحها أما الأشهاد لأن السمعة ستلاحق أبنائك وستلاحقك أنت أيضا. لأنها كانت يوما من الأيام زوجتك .... الستر الستر أيها الأخ الكريم قال تعالى ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) .