تحار الكلمات وتضيع عندما نتحدث عن المرأة الإماراتية: هي الأم والمربية والأستاذة والأكاديمية والدكتورة والوزيرة.

كانت هذه المرأة سبباً في النهضة التي تشهدها الإمارات عندما فتح لها المغفور بإذن الله الوالد القائد زايد ال نهيان المجال في التعليم، وقال إنّ ما حققته في دولة الإمارات خلال فترة وجيزة "يجعلني سعيداً ومطمئناً بأنّ ما غرسناه بالأمس، بدأ يؤتي ثماره. ونحمد الله أنّ دور المرأة في المجتمع بدأ يبرز ويتحقق لما فيه من خير لأجيالنا الحالية والقادمة".

في لقاء أجرته مجلة "درة الإمارات" مع الشيخ زايد عام 1993، قال: "لماذا يظن البعض أنّ المرأة غير قادرة؟ قدرة المرأة في الإمارات بينة وواضحة، ونجاحها لا يحتاج إلى دليل سواء في عين المواطن هنا أو في الخارج. الشاهد عليها هو أعداد الخريجات من بناتنا التي تفوق أعداد الخريجين، أليس هذا بحد ذاته إنجازاً؟ أنا أتابع مسيرة المرأة في كل المجتمع. ككل مجتمع، هناك سلبيات قليلة، وهي عند البنات نادرة جداً مقارنة بالشباب".

وما يدل على أنّ ولاة الأمر في دولة الإمارات لم يفرقوا بين الرجل والمرأة أنّ الدستور الإماراتي لم يذكر الرجل أو المرأة بل اكتفى بكلمة "مواطن" و"مواطني" بالمعنى الشامل الذي يضمّ الرجل والمرأة ويكفل تكافؤ الفرص لجميع المواطنين.

في 1975، تأسس "الاتحاد النسائي" الذي يمثّل المرأة الإماراتية على مستوى الدولة ويضمّ في عضويته عدداً من الجمعيات النسائية الإماراتية.

وكان 1975 عام بدء الانطلاقة برئاسة سمو الشيخة فاطمة بن مبارك التي بدأت نشاطاتها عام 1976 بالانضمام إلى "الاتحاد النسائي العربي".

وفي 2004، وافق مجلس الوزراء على التزام الدولة بالنهوض بالمرأة والانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضدها.

وهذا يدلّ على الثقة العالية عند الدولة وشيوخها وإيمانهم بأنّ دور المرأة الإماراتية مهم جداً. وهذه الثقة كانت في مكانها، إذ أثبتت المرأة الإماراتية اعتزازها بأصالتها وعاداتها وتقاليدها، مع الانخراط في مجالات الحياة العصرية والحديثة.

لكن هناك دخيلات على هذا المجتمع  حاولن تشويه صورة بنات زايد، وهن في الأساس لا يرتبطن بالإمارات. بالأمس، حلّت إحدى الفنانات ضيفةً على قناة لبنانية، وكانت تظهر بلبس يخدش الحياء العام، فسألها المذيع عما إذا كان هذا اللبس مسموحاً في الامارات، فأجابت بكل ثقة: "نعم طبعاً".

أثارت هذه الكلمة الشارع الإماراتي، وأطلقت نساء اماراتيات هاشتاغ  #مريم_حسين_لا تمثلنا، وطلب المشاركون من الفنانة الاعتزاز بجنسيتها الأصلية، وعدم محاولة إلصاق اسمها ببنات الإمارات. وشارك عدد من المثقفين مطالبين بوضع حدّ لهذه التجاوزات من بعض من يعيش على أرض هذا الوطن من الأخوة العرب. وأعربت النساء الإماراتيات عن احترامهنّ لمختلف الجاليات العربية التي تعيش في الإمارات لكن مع احترام العادات والتقاليد.

في السابق، كنت أسمع أنّ دولتك هي التي ترزق فيها، وليست تلك التي تولد فيها، لكن يجب احترام عادات المكان وتقاليده.

هل سنرى تحرّكاً من الجميع للمحافظة على الهوية الإماراتية والهوية الخليجية من بعض الدخلاء؟