هل اعتاد اللبنانيون على العنف فعلا؟ تاريخ من الحرب الأهلية يقف حلفهم ثم سلسلة من المصالحات والاغتيالات والتفجيرات والقنابل والسيارات المفخخة والانتحارييين والحروب إلى آخر ذلك العنف اللامنتهي. ولكن مهلا، الفن نقيض الحرب، إنه انفجار من نوع آخر، انفجار نفسي وعاطفي وفكري. لغة احتجاج يتقنها من يريدون أن يعيشوا ويتركوا وشأنهم يتنفسون حياتهم مع أحبائهم، لقد كانت فكرة أصيلة وجميلة ومؤثرة تلك التي جاءت بها إحدى الفنانات التشكليلات اللبنانينات أول من أمس. فقد تجولت الفنانة التشكيلية والاستعراضية اللبنانية ريما نجدي في شوارع بيروت وهي ترتدي سترة على شكل اصابع متفجرات TNT. وتسابق الناس على التقاط الصور معها، في زمن اعتاد اللبنانيون التفجيرات ومعظم أشكال الإرهاب. وأعلنت نجدي على موقع "فايسبوك" عن نشاطها تحت عنوان "مدام بومبا- مشروع تي. أن. تي: الإعتراض الشعبي. ديناميت نقال يتجول في شوارع بيروت". وارتدت لباساً اسود اللون، ولفّت جسدها بأصابع ديناميت كرتونية. وجابت "الإنتحارية" عدداً من شوارع العاصمة بيروت، منها شارع الحمرا، عين المريسة، وسط بيروت، الجميزة، الأشرفية، ورأس النبع، في محاولة منها لتسليط الضوء على معنى أن تكون لبنانياً، وأن لا تعرف متى يمكن أن تكون ضحية تفجير وعمل إرهابي. يُذكر أن نجدي تعيش في برلين وتتنقل بين لبنان والمانيا. وافتتحت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي معرضاً لها في نيويورك.