تعيش المرأة الحامل تغيرات كثيرة في جسدها وحياتها بشكل عام. ومن ضمن هذه التغيرات قد تعاني الحامل من اضطرابات النوم والأرق ليلا والتعب والإجهاد نهارا، خاصة في الثلثين الأول والأخير. وبعض النساء تعاني في الثلث الأول من الحمل من النوم الكثير وفي أي وقت وأي مكان. وكلما تقدم الحمل تشعر المرأة بالاضطراب اكثر ويتأثر مزاجها بالكامل، وبعضهن تصاب بالكآبة وتقلقها الهواجس فتنتقل هذه الاضطرابات إلى أحلامها وتزيد من متاعبها. وتعود اضطرابات النوم والأحلام أثناء فترة الحمل للتغيرات الهرمونية التي تسبب قلقا في الجسد. وهذه التغيرات تؤثر في نوعية النوم وعمقه أيضا. ويقول الباحثون إن كل فترة من الحمل تتميز بميزة خاصة في النوم وتؤثر فيه بشكل مختلف. في الثلث الأول من الحمل تصاب المرأة بقلق في الليل وتستيقظ كل مدة للذهاب إلى الحمام مما يجعلها تعيش نوما متقطعا. وعادة ما يصاحب هذه الفترة التوتر والعواطف والانفعال بلا سبب واضح، مما يؤدي إلى قلق في النوم ليلا وزيادة في النوم نهارا. وتعيش معظم الحوامل في هذه الفترة تدفقا كبيرا في الأحلام المزعجة كلما أغمضت عينيها. أما في الثلث الثاني من الحمل فيصبح التبول الليلي أقل ولكن نمو الجنين والاضطراب العاطفي يسبب قلقا مستمرا ، ويؤثر على طبيعة الأحلام التي قد تتعلق بالجنين وصحته أو قد تكون سلسلة من المنامات الكابوسية. وفي الثلث الأخير من الحمل تتفاقم الحالة وتعيش المرأة الحامل أصعب اضطرابات النوم وأقسى الأحلام. وذلك يعود للبطن الكبير وتأثير ذلك على الجسد ومتاعب الظهر وعودة التبول الليلي مرات كثيرة نتيحة لموقع الطفل الضاغط على المثانة. كل هذه الأمور تجعل من نوم المرأة عملية مزعجة وتزيدها إرهاقا. بالإضافة إلى الخوف من اقتراب الولادة والهواجس حول سلامة الطفل وسلامتها. ولكي تتحاشى المرأة المرور بهذه الفترات العصيبة من الكوابيس والقلق والأرق ينصح الخبراء بأن تعرف أكثر عن الحمل من خلال القراءة وسؤال الطبيب. فهذا يشعر الأم بالطمأنينة أكثر ولا تخاف من أدنى ركلة للجنين. كما ينصح بأن تزيد المراة عدد الوسائد التي تدعم ظهرها وبطنها وأن تضع وسادة بين الساقين فهذا يريح عمودها الفقري وبطنها كثيرا. بالإضافة إلى ذلك لابد أن تمارس المرأة الحامل تمارين الاسترخاء والتنفس بعمق والتأمل وسماع الموسيقى الهادئة وتناول الشاي الدافء والأعشاب المفيدة.