هل خوفي من زوجي ظاهرة صحية؟ سؤال ابتدرتنا به الزوجة هديل. قلت لها ماذا تقصدين بل خوف من زوجك؟ قالت : ردة فعل زوجى تجاه أي تصرف منى أو تعليق أو نقاش تجعلنى أخاف منه. فأنا أعيش مع زوج سريع الغضب عصبي لا يحب الجدال. رأيه هو الصحيح ولو كان خطأ. إن ناقشته يوما لا ينتهى النقاش إلا بصوت عال وسلسلة من الحرمانات فقد يمنعنى من زيارة أهلى وقد يحرمنى من نزهة الأسبوع وقد يقتر على (يقلل ) فى مصروف البيت وقد وقد وقد وقد ......هذا كله يجعلنى دائما فى خوف من زوجي، وقد يدفعنى الخوف إلى الكذب أحيانا. ويا ويلى إذا أكتشف كذبي أعيش حياة كلها قلق وتربص وعدم أمان. أتمنى يوما يأتى أكون فيه صاحبة كلمة لي رأي في البيت وحياتى الزوجية. وتضيف هديل: أتذكر فى أول سنة من زواجنا عندما أردت اختيار لون غرفة النوم، نهرني زوجي واختار هو ما يشاء. وأكملت علي حماتي القيود عندما منعتنى من اختيار حتى فستان الفرح والكوشة وعندما كنت أشكو لأمي تقول لي ( كل البيوت كده و أوعى تزعلى زوجك ). وكنت أسكت وأسكت حتى أحس اليوم بأني سأنفجر. فهل خوفي من زوجي هى طاعة لله هل هو ظاهرة صحية ؟ أم هذا ضعف منى وخيبة واستسلام ؟ لقد أفقدني الخوف الحب تجاه زوجي حتى فى علاقتنا الحميمة أعطية ما يريد خوفا لا حبا ووظيفة لا أنساً. فهل من علاج لما أنا فيه ؟ الجواب : يا سيدتى الخوف يقتل كل إبداع فى الحياة الزوجية. ويبخر الحب والعواطف ويضعف الجسد ويوهن المشاعر. فالاحترام هو أهم رابط بين الزوجين أما أن يتحول الاحترام إلى خوف وقلق فهذه ظاهرة غير صحية . مشكلتك يا سيدتى أنك عودته من البداية على عدم الحوار أو النقاش خوفا من رد فعله وصوتة العالي. لم تحسمى الأمر من البداية مما جعله يتمادى فى خطأه. وفي الوقت الذى يغط فيه في النوم العميق لتمكنه وتسلطه كنت أنت تسهرين الليل والألم يعصر فؤادك من شدة الإحساس بالقهر. فالإنسان منا يمتلئ يوما بيوم بشحنات موجبة وشحنات سالبة. فالحرية والتعبير يخرج الشحنات السالبة أما الكبت والخوف من إبداء الرأي يزيد الشحنات السالبة ويكبتها، مما يسبب الآلام النفسية بل والجسدية لصاحبها كما حدث معك . أختى الغالية أبدأي رويدا رويدا لتغيير هذا النمط فى تعامل زوجك معك. عبري عن رأيك في مساءل بسيطة ثم تدرجى معه فى التعبير عن رأيك وبمرور الزمن و الوقت سيتعود زوجك على سماع رأيك حتى نخرج الخوف من قلبك وتصرفاتك شيئا فشيئا وساعتها سيعود الحب والسكن والمودة والألفة والأمان بقدر عدم خوفك من شريك الحياة . أخيرا،،، كلمة اهمس بها فى أذن كل زوج يقرأ مقالتي: على قدر ما تعطي زوجتك من أمان واستماع وتعبير عن رأيها وإعطائها ثقة فى نفسها على قدر ما ستكون سعيدا بحياتك محبوب من زوجتك تحترمك حبا لا خوفا، وتطيعك تقديرا منها وليس خوفا من رد فعلك.