يعدّ السلس البولي من الأمراض الشائعة لدى كبار السنّ، خصوصاً النساء. ينعكس هذا المرض سلباً على جودة الحياة لدى المرضى؛ إذ يمنعهم عن ممارسة أنشطة الحياة اليومية بصورة طبيعية بفعل الاضطرار الدائم للذهاب إلى المرحاض. غير أنّ المشكلة الحقيقية تكمن في أنّ الكثير من المرضى يترددون في استشارة طبيب، بدافع الخوف والخجل، فتستمر معاناتهم.

لذا، أكدت الطبيبة الألمانية أنغيليكا زونينبرغ أنّ استشارة طبيب مسالك بولية تعد أهم خطوة في علاج السلس البولي، موضحة أنّ الفحوص التي يجريها الطبيب ستحدّد ما إذا كان المريض يعاني من سلس بولي أو من عدوى في المسالك البولية، وكذلك نوع الإصابة بالسلس البولي، ثم تحديد طريقة العلاج المثلى.

وأضافت اختصاصية المسالك البولية في مستشفى "كولونيا هوهنليند" أنّ السلس البولي لدى كبار السن يعود عادةً إلى فرط نشاط المثانة، مما يؤدي إلى قصر الوقت بين ظهور الرغبة الأولى في التبول والذهاب إلى المرحاض، وبالطبع لا يُمكن للبعض الاستجابة لرغبتهم الأولى في الوقت المناسب، مما يؤدي إلى عدم التحكم بعملية التبول.

وأشارت الطبيبة الألمانية إلى أنّ قاع الحوض يلعب دوراً حاسماً في علاج السلس البولي، أياً كان نوعه، إذ تعمل المنطقة المكوّنة من عضلات ونسيج ضام على إغلاق الحوض إلى أسفل ودعم الأحشاء الداخلية واحتواء مجرى البول.

ومن هنا، أكّدت زونينبرغ أنّ التدريب لهذه المنطقة يعمل على إعادة تقوية الجزء المرتخي من العضلات، خصوصاً إذا ما تم دمجه باستخدام جهاز "الارتجاع البيولوجي" (Biofeedback)، الذي يتم خلاله استخدام مسبار مهبلي. ويُصدر هذا الجهاز نبضات كهربائية بسيطة بفواصل زمنية محددة تعمل على شد العضلات.

وكوسيلة مساعدة على تسهيل مسار الحياة اليومية أثناء العلاج، أوصت الطبيبة الألمانية باستخدام الحفاضات المخصصة لمرضى السلس البولي التي يُمكنها امتصاص نحو 500 إلى 600 مللتر من البول، إلا أنها حذرت: "لا يجوز للمرضى شراء هذه الحفاضات من تلقاء أنفسهم من متجر المستحضرات الطبية، إنما يُفضل شراؤها من الصيدلية بعد استشارة الصيدلاني".

المزيد: كلّ ما يدور في ذهنك عن الدورة الشهرية! صوتك يتأثر بالأدوية! الدوار يستلزم استشارة الطبيب