تعدت ظاهرة التلاسن والسب بين بعض الأزواج أركان منزل الزوجية. فاليوم قد ترى زوج يسب زوجته أمام الناس بالأماكن العامة، وزوجة تسبه في وسط المولات والأسواق التجارية مع فقدان كبير للإحترام بينهما. دون مراعاة حتى لكونهما بأماكن عامة وأحيانا يكون السب بالأهل فيضطر الطرف الثاني الرد بمكيالين. وهكذا تتعالى النبرات وتتحارب الألسنة بأبشع الألفاظ ولا مراعاة لأطفال يسمعون تلك الكلمات فينقلوها لعالمهم الصغير بفصل الدراسة أو عند اللعب مع أقرانهم. وعندما نحاسبه يقول "باب بيقول لماما كده" أو" كل البيت عندنا بيقولوا لبعض كده" ، منعطف أخلاقي خطير أن يسمع الصغار سبك لزوجتك وأن يسمع ولدك وابنتك (تهزيئك لزوجك ) أي سبك له وقد يصل الانحطاط الخلقي لبعض الأزواج أن يطعن في شرف أهل الزوجة ويعيرها بهم وقد يكون السب بالأبوين ... ربما يقول البعض هذا مبالغ فيه وهي صور نادرة جدا. وأنا أقول لا والله إنها كثيرة وكثيرة جدا وبدأت تصبح ظاهرة تسمى (ظاهرة السب بين الأزواج) وهي منعطف وطريق وعر، غالبا ما ينتهي بضرب الزوجة أو العكس. ثم المحاضر بالشرطة ثم المحاكم انتهاء بالطلاق . لذلك رأيت من واجبي كمستشار أسري أن أبحث معكم عن الأسباب وراء تلك الظاهرة وكيف نعالجها في الأسطر التالية : أسباب ظاهرة السب بين الزوجين : 1-البيئة التي تعود فيها أحد الطرفين على سماع السب وترديد كلمات لا تليق . 2- أصدقاء السوء ممن تفلتت ألسنتهم بالسب والشتم بل جعلوه تسلية المجالس والنزهات والمخاطبات على الفيس بوك فهو من العادي جدا أن يستفتح حديثه مع صديقه بشتمه مثلها مثل صباح الخير صباح النور . 3- اضطرار الطرف الثاني للرد رغم كونه طرفا مؤدبا لم يتعود هذا الأسلوب في التعامل ولكن أحيانا يضطر للرد على سفاهة الطرف الأخر . 4-غياب الوازع الديني الذي إن وجد سيمنع صاحبه تماما من سب الناس وإيذائهم قال صلى الله عليه وسلم :"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" 5-من أسبابه أيضا استخدامه كوسيلة لتوبيخ الطرف الأخر كمحاولة لتحريكه لتحمل المسئولية أو للإنفاق على البيت أو للغيرة على عرضه فتلجأ له المرأة غالبا لتحفيز الرجل على ما ذكرنا . علاج السب : لا يكون العلاج إلا بالابتعاد عن كل الأسباب المذكورة سابقا ثم تذكر أحد الزوجين أن فقد الاحترام سيتبعه حتما الطلاق والانفصال. فلا داعي من الشتم ولنعالج مشاكلنا بالحوار والإقناع و الاحترام المتبادل خاصة أما الخدم والأولاد وتذكر أيها الزوج وأيتها الزوجة أن لدينا أولادا نحن قدوتهم فكونوا حيث يتمنى كل منا أن يرى أولاد قال الشاعر العربي : وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه