حذّر الخبير الاجتماعي فرانك شالينبرغ من انعزال الطفل المفاجئ عن الآخرين وتجنبه للحديث عمّا قام به خلال يومه الدراسي؛ حيث يُمكن أن يُشير ذلك إلى تعرضه للعنف من قبل زملائه في المدرسة. وأردف شالينبرغ، عضو الجمعية الألمانية لحماية الأطفال بمدينة بون، قائلاً :"يرغب الطفل بإتباع هذا السلوك أن يتلاشى ذكر أي شيء مما حدث في المدرسة"، موضحاً أن توقف أصدقاء الطفل عن زيارته أو الاتصال به في المنزل وكذلك تردي مستواه التعليمي في المدرسة بشكل مفاجئ، يُمكن أن يُشير أيضاً إلى تعرضه للعنف من قبل أحد زملائه، لافتاً إلى أن ظهور بعض الاستجابات التحسسية على الطفل دون سبب معروف قد يرجع أيضاً لذلك؛ لأن الضغط العصبي الناتج عن التعرض للعنف قد يظهر جسدياً أيضاً. وأكدّ الخبير الاجتماعي على أهمية أن يراقب الآباء سلوك طفلهم وتصرفاته بعناية، قائلاً :"بالطبع يعرف جميع الآباء عادات طفلهم على نحو جيد". لذا فإذا تغيرت هذه العادات، ينصح شالينبرغ حينئذٍ بضرورة مناقشة الطفل في الأمر، موضحاً أهمية ذلك بقوله :"يُمكن أن يُفصح الطفل عن كل شيء بمجرد أن يبدأ والديه في مناقشة الأمر معه، أو على الأقل يهدأ في البداية ويتشجع على الكلام بعد ذلك". وبصرف النظر عن رد الفعل، الذي يقوم به الطفل عند مواجهة والديه له، فهو يعرف الآن أنهم قد لاحظوا الموقف بالفعل. وهنا أوصى شالينبرغ الآباء، :"يجب أن يُظهر الآباء في هذا الموقف مزيداً من الصبر، حيث يُمكن أن يستغرق الأمر عدة أسابيع أخرى حتى يبدأ الطفل في اللجوء إلى آبائه والإفصاح لهم عمّا حدث". وأوصى الخبير الاجتماعي الآباء بضرورة أن يشرحوا لطفلهم أنه ليس مذنباً فيما تعرض له، كأن يقولوا له مثلاً :"إنه سوء تصرف من الآخرين". كما أكدّ شالينبرغ على ضرورة أن يتواصل الآباء مع المدرسة، موضحاً :"عادةً ما تنشأ هذه التصرفات من الأطفال تجاه بعضهم البعض بسبب ما يحدث داخل الفصل؛ لذا يجب أن تشترك المدرسة في مسؤولية حل المشكلة أيضاً". بينما حذّر شالينبرغ الآباء من محاولة الاتصال بآباء الطفل الذي قام بأعمال العنف هذه، موضحاً :"سيتسبب مثل هذا التصرف في تصعيد الموقف دون داع". فضلاً عن ذلك قد تتسبب المناقشات التي تنشأ في هذا الموقف في جرح مشاعر الآباء، إذ يضطروا لسماع بعض العبارات السخيفة من آباء الطفل المعتدي على ابنهم، كأن يقولوا لهم مثلاً :"لم يقوم ابني باقتراف مثل هذه الأفعال، إنما ابنك هو المذنب". لذا يُفضل أن يحاول الآباء إيجاد شخص يكون محل ثقة للطرفين ويُمكنه إدارة الحوار دون انحياز لطرف على الآخر ويُفضل أن ينتمي هذا الشخص إلى المدرسة أو المكان الذي حدثت فيه أعمال العنف بين الأطفال، وأوضح شالينبرغ :"يُمكن أن يكون هذا الشخص المدرس مثلاً أو المدرب، إذا وقع الحادث داخل النادي".