الاعتراف بالخطأ فضيلة. وعادة يكون من الصعب على أحد الوالدين الاعتراف بخطأه بحق ابنه أو ابنته. "أنا زهرة" التقت بخمسة أمهات في العقد الخامس من عمرهن، وطلبت من كل واحدة الاعتراف بخطأ مارسته أثناء تربيتها لابنها أو ابنتها وتعتقد أنها مستعدة للإفصاح عنه الآن.

أنا لست صديقة ابنتي 

ليلى العبادي موظفة بنك وأم لأربعة أبناء تقول "كنت أقول لابنتي اعتبريني صديقتك، وأحاول التصرف على أساس أني صديقتها. لكن أحيانا كانت الحدود تصيبني بالإرباك وأصير ألعب دور الأم أكثر من الصديقة وأتسبب في مشاكل مع ابنتي. ومع الوقت اكتشفت أن ابنتي تحتاج إلى أم وليس صديقة. فلديها صديقات لكن لديها أم واحدة وعليها أن تحترمني وتحترم سلطتي عليها وخوفي على مصلحتها. مع الإبقاء على العلاقة الصريحة ولكن ليست الخالية من التوجيه والتربية".

الاختلاف مع الأب على التربية 

دنيا شعلان ربة منزل وأم لشابين تقول إن الخطأ الذي تعتقد أنها ارتكتبه هو أنها كانت تختلف مع الأب في طريقة التربية. وكان هناك دائما خلاف على كلمة من في التربية هي الأولى. وتقول "اكتشفنا أنا وزوجي أن الأولاد بدأوا بفهم الخلاف بيننا وهما مراهقين. وفي بعض الأوقات استغلوا أننا مختلفين ليحصلوا على مايريدون. وتضيف "لكننا أدركنا خطأنا واتفقنا على الحوار دائما بيننا قبل إبلاغ ولدينا بأي قرار يخصهما".

أرفض الاعتراف بالخطأ 

شاهناز المصري مديرة مدرسة وأم لخمسة أبناء تقول إن خطأها في التربية أنها كانت ترفض الاعتراف بالخطأ في حق ابنائها وترفض الاعتذار، مضيفة كنت أعتقد أنني إذا اعتذرت لأبنائي عن تصرف خطأ بحقهم فإن هيبتي تقل في عيونهم وأن عليهم أن يظلوا خائفين مني كي يسمعوا كلمتي، ولكن الآن أندم فهناك بعض المواقف التي مازالوا أحيانا يذكرونها بحزن أمامي بعد أن صاروا كبارا. نصيحتي للأمهات لا تخجلن من الاعتذار لأبنائكن لا أحد معصوم من الخطأ".

افعلي كما آمرك ولا تقلديني 

لارا صاحبة صالون شعر وأم لثلاثة شابات تبين إن الخطأ الذي تعتقد أنها ارتكتبه أنها كانت تقول لبناتها "افعلن مثلما أقول وليس مثلما أفعل، أنا كبيرة وأنتن صغيرات". وتضيف كنت أحس أن هذا مهرب لي فأقول لهن لا تجادلن أنا ناضجة وأعرف وانتن لا تعرفن. وكان من الأجدر أن أجعل سلوكي منسجما مع ما أطلب منهن. لكن كأمهات نتمنى أن نجنب بياتنا كل عيوبنا".

 لم أرفض لهم طلبا

علياء الجالوس مترجمة تقول "خطأي هو أنني دللت ابنتي وابني كثيرا. لم أقل يوما لطلب يطلبانه لا. لم أرفض أي شيء. وكنت أعمل ليلا نهارا مع والدهما لكي لا نعجز عن تلبية أي أمنية أو حلم: وتضيف "تربيت يتيمة وكنت أريد لأبنائي أن يعيشوا بعكسي تماما، ولكن الآن وأنا أراهم يعانون في أي مشكلة مهما كانت صغيرة أشعر أنني كان لابد أن أقسو عليهم قليلا".