لإثارة اهتمام الأطفال بالقراءة، ينبغي أن ينصب تركيز الآباء في المقام الأول على أن يقرأوا لهم في مرحلة مبكرة. وعن أنسب مرحلة للقيام بذلك يقول كريستوف شيفر، الخبير بمؤسسة «القراءة» بمدينة ماينتس غرب ألمانيا :"سن ما قبل المدرسة هو أنسب وقت؛ حيث يُكِّون الأطفال في هذا السن ثروتهم اللغوية ويتعرفون على البنيات النصية المختلفة وذروات الإثارة فيها"، مشيراً إلى أن هذين المعيارين يلعبان دوراً حاسماً فيما بعد في صقل مهارات القراءة لدى الأطفال. ويؤكد الخبير الألماني على ضرورة أن تصبح قراءة الآباء للأطفال أحد طقوس الحياة اليومية، مشيراً إلى أن مدة القراءة لا تلعب على العكس من ذلك دوراً كبيراً، حيث يقول :"يكفي في البداية القراءة لبضع دقائق كل يوم". وإذا رغب الأطفال دائماً في الاستماع لنفس القصص، فينبغي أن يلبي الآباء هذه الرغبة لهم. ويعلل شيفر ذلك بقوله :"الأطفال يحتاجون إلى التكرار؛ حيث يساعدهم ذلك على الإلمام بالمضمون، وهذا لا يعني أنه لديهم صعوبات في الاستيعاب". وأشار شيفر إلى أن مرحلة المدرسة تشكل فترة حرجة، موضحاً ذلك بقوله :"سرعان ما يتوقف الآباء عن القراءة لطفلهم، اعتقاداً منهم بأن الطفل يتعلم الآن القراءة وأنه لم يعد يتوجب عليهم أن يقرأوا له". ويؤكد الخبير الألماني على أهمية الجمع بين منهجين للتدريب على القراءة، ألا وهما أن يقرأ الآباء للأطفال وأن يخطو الطفل أولى خطواته على درب القراءة؛ حيث إن هذين المنهجين يعطيان الطفل "دفعة تحفيزية هائلة". وكي يتمكن الأطفال من القراءة بطلاقة، يؤكد شيفر على أهمية المواظبة على التدريب. ويشبه شيفر هذه العملية قائلاً :"هذا شأنه شأن ممارسة الرياضة"، مشيراً إلى أن تخصيص وقت قصير للقراءة كل يوم يأتي بفائدة أكبر مما لو تم التدريب على القراءة مرة واحدة في الأسبوع لمدة ثلاث أرباع ساعة. وينبغي أن يشجع الآباء أطفالهم على أن يقرأوا لهم. وفي تلك الأثناء ينبغي ألا يصر الآباء على تصحيح كل كلمة يقرأها الطفل بشكل خاطىء. وأوضح شيفر :"من المهم أن يمنح الآباء الطفل وقتاً عندما يتعثر في بعض الكلمات". ويرجع ذلك إلى أنه ينبغي ألا تفتقر القراءة إلى روح المرح واللهو بصفة خاصة.