قد تستيقظين من النوم بمزاج نشيط متحمسة ولديك رغبة في العمل، لكن سرعان مايخبو نشاطك وتعجزين عن الاستمرار بلا سبب. وربما تتصرفين بهوس فتقررين التسوق حتى آخر درهم معك فتشعرين بالنشوة ثم فتعودين إلى المنزل مكتئية أكثر. عزيزتي أنت لست طائشة او مزاجية أنت مكتئبة. تُعد النشوة والسلوك الطائش من العلامات المميزة لمرحلة ذروة الاضطراب ثنائي القطب او الاكتئاب. وأوضح فرانك برغمان، عضو رابطة أطباء الأعصاب بألمانيا، أن المصابين بهذا الاضطراب قلما يدركون في هذه المرحلة أنهم مرضى، بل يعتبرون هذه المرحلة التي يطلق عليها "طور الهوس" والتي غالباً ما تكون مصحوبة بزيادة القدرة الإبداعية والثقة بالنفس، بمثابة خلاص من المرحلة السابقة التي عانوا فيها تحت وطأة اكتئاب عميق للغاية. وتجدر الإشارة إلى أن مرضى الاضطراب ثنائي القطب يتأرجحون ما بين قطبين من الحالات الوجدانية والمزاجية؛ ألا وهما طور الهوس وطور الاكتئاب. وغالباً ما يحدث المرض في المرحلة العمرية ما بين 15 و25 سنة. وترجع أسباب الإصابة بهذا الاضطراب إلى الاستعداد الوراثي وكذلك أيضاً إلى نقص النوم وإتباع أسلوب حياة غير منظم والشد العصبي وسوء استعمال العقاقير الطبية. ويلفت برغمان إلى أن المرضى لا يتخذون قرار الخضوع للعلاج إلا بعدما تصبح معاناتهم النفسية كبيرة للغاية، كأن يمروا بتقلبات مزاجية شديدة بصورة متكررة ويقعون على سبيل المثال في براثن الديون بسبب النهم الشرائي الشديد الذي يصيبهم في مرحلة ذروة الاضطراب. ويُشار إلى أنه يمكن الحد من هذه التقلبات المزاجية الشديدة من خلال العلاج الدوائي.