يقدّم تحقيقنا اليوم نظرة مقربة إلى تاريخ بعض تقاليد وعادات الزفاف المتّبعة في دول مختلفة من العالم، من حيث الثوب الأبيض والطرحة وربطة الساق وبعض الأشياء التي تضمن سعادة الزواج واستمراريته بحسب التقليد الأردني إضافةً إلى القفة التونسية ومكوناتها.

فستان الزفاف الأبيض

يعود تاريخ فستان الزفاف الأبيض إلى الإمبراطورية الرومانية. في القرون الوسطى، كان على العروس أن ترتدي أجمل ما لديها من فساتين ملونة، وكانت الفتيات القاطنات في جبال آسيا يفضّلن ارتداء فساتين حمراء اللون للدلالة على الشرف والسعادة. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، باتت النساء يعلن عن عذريتهنّ باختيار فساتين زفاف زاهية اللون، إلى أن جاءت ملكة بريطانيا فيكتوريا وارتدت فستاناً أبيض ناصعاً في يوم زفافها من الأمير ألبير دو ساكس كوبورغ غوتا عام 1840.

ورغم محاولة بعض المصمّمين إدخال ألوان عدة على اللون الأبيض كالعاجي والبيج لمواكبة الموضة، إلا أن لونه النقي الناصع ظل سائداً في معظم دول العالم.

طرحة العروس

ارتبطت طرحة العروس في تقاليد الزفاف بفكرة منع الحسد عن العروس وطرد أي شرّ عنها. ولكن هذه الفكرة لم تفسر بهذا المعنى لدى بعض الشعوب الأخرى، فمنهم من رأى أهميتها في عدم الكشف عن شكل العروس حتى إتمام الزيجة خوفاً من تراجع العريس عن قرار الزواج، فيما إستخدمها بعض الرجال كقطعة من القماش ليخبئوا بها رأس الفتاة التي اختطفوها وكي لا تعرف طريق العودة الى منزل عائلتها.

أما اليوم ومع تقدم العصور، فقد باتت الطرحة تُستخدم كقطعة أكسِسوار مكملة لإطلالة العروس وأناقتها.

ربطة الساق أو الـ Garter

استُمدت كلمة Garter من لفظ "جارا" التي تعود الى بلاد الغال وتعني الساق، وكانت تدل على قطعة الدانتيل التي تضعها العروس في أعلى ساقها وتبيعها في المزاد للضيوف. ومع بدايات القرن الثالث عشر، أصبحَ لهذا الأكسِسوار الحالي معانٍ عدة، منها ما هو مرتبط بالأساطير، ومنها ما يرمز إلى الطهارة والعذرية المتمثلة يومذاك باللونين الأزرق أو الأبيض.

وتعود قصة الـ Garter بحسب بعض الأساطير التاريخية الى ملك إنكلترا إدوار الثالث. كان يومها يراقص عشيقته الكونتسا دو ساليسبوري، ووقعت منها الجارتيير وتعرّضت لسخرية المحكمة، إلى أن التقطها الملك ووَعد حبيبته بأن يصنع من هذه القطعة أمراً مهماً ونبيلاً ـ لتأخذ منذ ذاك الحين رمز الشجاعة والعنفوان حتى أصبحت تقدم للجنود تقديراً على صدقهم وإخلاصهم وأدائهم العسكري المتميّز.

مفاتيح السعادة الزوجية

رغم أنّ الأساطير التاريخية تشير إلى أنه في الأصل كان تقليداً جاء من إنكلترا وتحديداً في أواخر القرن التاسع عشر، إلا أنّ آخرين قالوا إنه عادة هاشمية الأصل توجب على العروس الأردنية في يوم زفافها أن تضع بين ملابسها في يوم الحفل شيئاً قديماً وشيئاً جديداً وآخر مستعاراً وشيئاً أزرق.

فالقديم يرمز إلى الشيء المتوارث من جيل إلى آخر عائلياً مهما كان نوعه، والجديد يرمز إلى المستقبل وفي معظم الأحيان يكون فستان الزفاف. أمّا المستعار فيكون أحد أنواع الأكسِسوار المأخوذ من شخص سعيد جداً في حياته الزوجية، والشيء الأزرق (رمز الحب والإخلاص والطهارة) فعادةً ما يكون ربطة ساق العروس التي ذكرناها للتو.

القفة في تونس

للقفة أو السلة تقاليد يتبعها العريس في تونس عبر تقديمها كاملة لعروسه وأهلها قبل أيام قليلة من يوم الزفاف. وتحتوي القفة على عدد من المواد الغذائية والعطرية التي تحدّد العروس كميّاتها بعد أن تطلع على ماديات زوج المستقبل على أن لا يقل ثمن المواد عن 80 ديناراً تونسياً أي ما يعادل 110 $. ويمكن للعروس أن تتصرف بمحتويات القفة بما يحلو لها حتى أنها قد تمنح مهنئي الزواج بعضاً من محتوياتها.

ختاماً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ وقوف العريس أو جلوسه ناحية الذراع الأيسر للعروس خلال مراسم الزفاف حول العالم ذو معنى يختلف عن حقيقة قربه من مركز القلب، فذلك يعني أن تظل ذراع السيف خالية للدفاع عن عروسه ممّن كانوا يرغبون في الزواج بها أو النيل منها.

للمزيد:

الزفاف الإماراتي: عادات قديمة اختفت… وبقيَ الفرح!

مهر العروس: عرض عضلات أو شروط تعجيزية!