قبل 102 عام افتتحت شركة «نيستور موشن بيكتشرز» هنا أول ستوديو أفلام. ولكن التقاط صورة بالقرب من علامة هوليوود ليس بالأمر السهل على الإطلاق، إلا ربما إذا وقف أحدهم على «مرصد غريفيث» والذي يقع في «هوليوود هيلز» التي تطل على لوس أنغليس من ارتفاع 300 متر. ومن فوق مدرجات «هوليوود هيلز» ربما تتبدى للسياح أفضل رؤية لعلامة هوليوود الشهيرة، وفي الأيام التي تكون فيها السماء صافية تتبدى للسياح إطلالة بانورامية على لوس أنغليس بالكامل حتى المحيط الهادي. وقد تم تشييد هذا المبنى الساحر ذو القباب والمصمم على طراز فن «الأرت ديكو» عام 1935، أي في أوج «السنوات الذهبية» لهوليوود. وكان هذا المرصد ولا يزال يُشكل حتى يومنا هذا كواليس لكثير من الأفلام. فهنا صور "جيمس دين" مشاهد من فيلمه قبل الأخير «ثائر بلا قضية». كما ظهر المرصد في رائعة المخرج "جيمس كاميرون" "المدمر" من بطولة النجم العالمي "أرنولد شوارزنغر" وكذلك في فيلم الحركة والكوميدي في نفس الوقت «ملائكة تشارلي» من بطولة النجمة الفاتنة "كاميرون دياز" وفيلم الحركة «المتحولون» من بطولة نجمة الإغراء "ميغان فوكس". ولكن معظم السياح يشعورن بخيبة الأمل حينما يرون شارع هوليوود بوليفارد، فهو ليس كما يتوقعون له من سحر. قد حدث لي نفس الشيء". الشيء الوحيد الذي يستحق الزيارة هنا هو «مسرح غرومان الصيني»". ويُعد هذا المسرح الذي تم افتتاحه عام 1927 تجسيداً نموذجياً للاتجاه الذي كان يحظى بشعبية طاغية في هوليوود خلال حقبة العشرينيات من القرن الماضي، ألا وهو: الفن الإثني. ويقع هذا المسرح بالقرب من مسرح كوداك مباشرة، بالقرب من تقاطع شارع «هوليوود بوليفارد» مع شارع «هايلاند أفينيو». وقد تم تصميم مدخل مسرح غرومان الصيني وفقاً لتصورات عمال بناء الكواليس في هوليوود عن المعبد الصيني (الباغودا) آنذاك. وأمام هذا المسرح يطبع كثير من نجوم هوليوود أقدامهم أو أيديهم منذ العشرينيات في الخرسانة التي مازالت طرية. وتتيح الجولات اليومية بداخل المسرح الصيني للسياح فرصة إلقاء نظرة خلف الكواليس. ولكن السياح لا يرون شيئاً مثيراً جداً يستحق النقود التي يدفعونها. ويُعد «مسرح غرومان المصري» أقل شهرة بكثير من المسرح الصيني، على الرغم من أنه شُيد قبله. ومازالت هذه الدرة المكنونة التي يعود تاريخ إنشاؤها إلى العشرينيات من القرن الماضي بعيدة عن أعين كثير من سياح هوليوود، على الرغم من أنها تبعد عن المسرح الصيني بخمس دقائق فقط. ويرجع ذلك إلى أن السير على الأقدام يعتبر أمراً نادراً في لوس أنغليس. وقد تم افتتاح المسرح المصري عام 1922، وكان نجاحه سبباً رئيسياً في إنشاء المسرح الصيني. وقد احتضنت قاعته التي تسع لـ 2000 مشاهد حفلات توزيع أولى جوائز الأوسكار. ولكن للأسف لم تعد هذه القاعة موجودة. ومثلما يتضح من اسمه، تم تشييد المسرح على الطراز «المصري»؛ حيث تزدان جدرانه بالكثير من الكتابات الهيروغليفية. ومازال يتم عرض الأفلام في كل من المسرح الصيني والمسرح المصري حتى يومنا هذا. ويحتضن المسرح الصيني العروض الأولى للأفلام التي تحظى بإقبال شديد، مع حضور النجوم العالميين الذين تلتقط عدسات الكاميرات صورهم وهم يسيرون على السجادة الحمراء. أما المسرح المصري فيحتضن عروض الأفلام النادرة والعروض الخاصة والتي كثيراً ما تشهد حضور الأبطال وصناع الأفلام مع عقد ندوات عقب العروض كي يطرح الجمهور أسئلته على أبطال وصناع الأفلام. وتشتمل منظمة السينما الأمريكية (American Cinematheque) على دار سينما ثانية لمثل هذه الفعاليات تحمل اسم «Aero Theatre» وتقع في سانتا مونيكا على بعد 20 كيلومتر تقريباً. وقد تم تشييد دار السينما «Aero Theatre» في الأربعينيات، وهي كمثل أي دار سينما تحتوي على شباك لبيع التذاكر واسمها مكتوب بإضاءة نيون، ويوجد فوق المدخل إعلان عن الفيلم المعروض مكتوب اسمه بخط اليد. ومن يرغب في مقابلة نجوم السينما العالمية في الوقت الحاضر، فإن سينما «Aero Theatre» هي وجهته الصحيحة.