لمحبي إستكشاف الأماكن الشرقية الأصيلة وتجربة عاداتها الغذائية وأطباقها الشهيرة، تعتبر تونس الوجه السياحية الأكثر جاذبية لغناها الثقافي ومطبخها التاريخي العامر وتوفير عوامل السياحة الناجحة. وبعيداً عن الأماكن السياحية تتاح للسياح الذين سأموا أكل الفنادق، فرصة رائعة للتعرف على مطبخ شهي ولذيذ يتسم بالطابع الشرقي وطابع البحر المتوسط. وفي مدينة بومرداس مثلاً، التي تقع على بعد ساعتين أو ثلاثة بالسيارة من مدينة الحمامات، تنفتح أمام الذواقة من السياح أبواب عالم آخر؛ فخلال أحد مهرجانات الطعام تقدم نساء يرتدين أردية ذات ألوان زاهية للسياح عينات من الطعام الذي أبدعتهن أيديهن. ويتنقل رفيق التلاتلي، أشهر طاه تونسي، من مائدة إلى أخرى، وترتسم على وجهه علامات خبراء الطهي، عندما يتذوق أطباق اليخنة وجبال الكُسكُس وطواجن المعجنات التي دخلت المطبخ التونسي منذ عدة قرون بفضل الموقع الجغرافي القريب من إيطاليا. ? ? وتكتسي غالبية أطباق المطبخ التونسي باللونين الأحمر والبرتقالي، ويقول الطاهي التونسي الشهير :”إننا في تونس نستخدم الطماطم والفلفل الحار بكثرة. ولا يأكل التونسي الطعام إذا لم يصطبغ الطبق باللون الأحمر”. وتُميز هذه الحقيقة تونس عن باقي جيرانها؛ حيث يتسم المطبخ التونسي بمذاق حار أكثر من أي مطبخ آخر في شمال إفريقيا. ويعول المطبخ التونسي في ذلك على هريس الفلفل الحار الذي يضفي نكهة حارة كالنار على جميع الأطباق تقريباً. ? ومَن يجرب قائمة الطعام التونسية، يعرف سبب ذلك تميزه. فيستهل الطعام بتناول جبن ماعز مع العسل، ثم يتبع ذلك مقبلات مثل سلطة مشوية، وهي عبارة عن سلطة مكونة من ثمار فلفل أخضر مشوية. وبعد ذلك يتم تقديم شكشوكة، وهي عبارة عن طبق يخنة يكتسي بلون أصفر ساطع يتألف من خضروات تتربع على قمتها قطع لحم مجففة ومُخللة في زيت الزيتون. وكطبق حلو يتم تقديم حب الرمان ذي لون أحمر ساطع كلون الدم ومُعطر بماء الورد. ومع كل طبق يتم تقديم خبز الطابونة التونسي الشهير، وهو خبز لذيذ يتم خبزه بشكل طازج. وعادةً ما يتم خبزه على شكل أسطواني في أفران من الطين في الهواء الطلق ? ولخبز عجين الطابونة يتم مزج سميد القمح والخميرة وحبوب الشمر والسمسم الأسود سوياً مع إضافة زيت الزيتون والماء. وعندما يتوهج لهيب الفرن تلتصق الجوانب الداخلية للعجين الرطب. وبعد دقائق معدودة ينتقخ الخبز ويتقوس ويصبح هشاً. ويمكن الاستمتاع بمذاق خبز الطابونة اللذيذ بوضع قليل من السلطة المشوية عليه. ? وفي مدينة تونس العاصمة يتلاقى عالمان مختلفان؛ ألا وهما الغرب المتمثل في الجزء العصري والشرق المتمثل في المدينة العتيقة المسماة بالمدينة. وينسحب هذا الطابع على الطعام أيضاً، حيث يحب الشباب الثوري المساير لأحدث صيحات الموضة الذهاب إلى مقهى «Grand Café du Théâtre» ذي الطابع الفرنسي ليستمتع بمذاق الكريب. أما المدينة العتيقة فتصطبغ بطابع شرقي أكثر، حيث يضم سوقها جبالاً من التوابل المرصوصة فوق بعضها البعض بشكل فني بديع. وتفوح من السوق روائح أوراق الورود المجففة والأعشاب. ? وبدلاً من شراء الهدايا التذكارية من المدينة العتيقة يجدر بسياح تونس العاصمة البحث عن الأطعمة الشهية، حيث يمكن للسائح الذي يضل الطريق في أزقة المدينة العتيقة المتعرجة أن يجدد نشاطه بتناول حساء الحمص الساخن الذي ينبعث منه الدخان المعروف باسم «لبلابي» والذي يتم سكبه من أواني عملاقة على شكل أبراج وكذلك حلوى المقروض اللذيذة المصنوعة من السميد المحشو بالتمر. ? وفي سوق المدينة العتيقة يمكن للسائح أن يسد جوعه بوجبات دسمة أيضاً، من قبيل أحشاء الذبائح المتبلة بالكمون ورأس الحمل المحمرة والمُخ المخفوق بالبيض. ويستطيع السائح أن يهضم هذه الوجبات الدسمة بتناول كوب شاي بالنعناع الذي يمتاز به العالم الشرقي. المزيد:

مهرجان إستقلال تشيلي إحتفال بالطعام التقليدي

“الطعام التعبيري!” يُبقي الطعام متحركاً على طبقك وربما في فمك

موائد رمضان حول العالم

“بازار مصر” في تركيا يحمل عبق التوابل إلى بلاد الأناضول