في كل عام ومع اقتراب احتفال المسيحيين حول العالم بعيد الميلاد، يتردد اسم سانتا كلوز من جديد. إنه ذلك العجوز بلحيته البيضاء وزيه الأحمر الجميل القادم على عربة تجريها الغزلان الجميلة. والذي يحمل للجميع الهدايا ويحقق الأمنيات. ولكن من هو سانتا كلوز الأصلي وماهي حكايته فعلا؟ تعود أسطور سانتا كلوز إلى القرن الرابع في اليونان، حيث كان يعيش القديس سانتا نيكولاس ويعمل أسقفا في مدينة ميرا التي تسمى الآن ديمر وتقع حاليا في تركيا وليس اليونان. وكان القديس نيكولاس معروفا بحبه تقديم الهدايا للفقراء وقد كان شديد التدين منذ أول صباه وقضى عمره كله في خدمة الفقراء ومساعدتهم. توجد رفات سانت نيكولاس حاليا في إيطاليا في مدينة باري، بعد أن كانت سرقت من قبل البحارة الإيطالين من تركيا حين عرفوا أن هذا قبر سانتا فسروقوا رفاته ونقولها إلى باري وأصبحت المدينة محجا لكثير من المتدينين المسيحيين وعشاق سانتا. وقد كان الاحتفال بيوم القديس نيكولاس في السادس من ديسمبر في العصور الوسطى، حيث الأطفال يحصلون على الهدايا باسمه. وبعد ذلك تم نقل الاحتفال به إلى تاريخ 24 و 25 من ديسمير مع عيد الميلاد واقتراب العام الجديد، وتغير اسم سانت نيكولاس إلى سانت كلوز. وبدلا من الملابس المتواضعة التي كان يظهر بها، صار يظهر ببدلته المخملية الحمراء مصحوبا بالهدايا أينما ذهب. ظلت التغيرات تطرأ على شخصية سانتا وتحاك القصص حوله. وظل سانتا كلوز يظهر بألوان مختلفة الأحمر والبنفسجي والأخضر والأبيض، حتى قررت شركة كوكا كولا سنة 1940 أن تظهر سانتا في إعلاناتها يشرب الكوكا كولا ويرتدي نفس لون العلبة. بعد ذلك انتشرت صورة سانتا بالأحمر وأصبحت معتادة ومرغوبة أكثر واختفت كل الألوان الأخرى. أما قصة الغزال رودولف الشهير الذي يرافق سانتا كلوز، فهي اختراع أميركي قام بتأليفه مؤلف القصص روبرت ماي، وانتشر كقصة للأطفال ثم أصبح جزءا من ثقافة الكريسماس.