تمثل الفلسطينية نسرين من قطاع غزة المرأة المكافحة التي تتحدى الفقر والبطالة لتعيش بكرامة، في حين توجد ألاف الأسر التي تأثرت نتيجة قلة فرص العمل وسيطرة الفقر والبطالة بانتظار حلول في الأفق تخفف حدة الوضع الاقتصادي السيئ . نسرين دبو البالغة من العمر30 عاما شابة غزية يحركانها الأمل والطموح في مستقبل أفضل ، فبدأت نقطة التغيير لديها بعد ضيق الحال على أسرتها واشتداد حدة الفقر والبطالة ، لتفكر في مهنة تساعد نفسها وأسرتها على العيش بكرامة بعيدا عن الحاجة وسؤال المؤسسات الخيرية . وعن فكرة محل البقالة تقول نسرين :" رغم ازدحام المنطقة السكنية التي اقطن بها لاحظت عدم وجود محلات مواد غذائية تخدم وتلبى حاجة المشترين فبدأت الفكرة تراودني لأقرر أن أفتح محل بقالة في إحدى غرف منزلنا المطلة على الشارع ، واستدنت بعض المبالغ القليلة لأبدأ بشراء بعض الرفوف الخشبية وشراء المواد الغذائية بالمبلغ الذي استدنته ، حتى أصبح مشروعي جاهزا ، وأفتح أبواب بقالتي من الساعة السابعة صباحا حتى العاشرة ليلا " . وتتفرغ نسرين للعمل داخل البقالة نظرا لأنها غير متزوجة ، وتمر في ظروف معيشية صعبة ووضع اقتصادي سيئ وتعيل أسرتها المكونة من والدها المريض وأم تحاول قدر استطاعتها إسعاد ابنتها بمساعدتها في مشروعها الصغير ، فتقف إلى جانب ابنتها لتحسين ظروف حياتهم. وتضيف نسرين إلى إنها لا تبيع إلا على النساء والفتيات ولا يدخل البقالة الرجال أو الشباب لتستطيع المشترية أخذ راحتها في المكان وتأخذ وقتها في شراء ما ترغب ، وأسعارها مناسبة للجميع وبإمكان النساء أكل ما تشتريه داخل المكان ، كما يفعل الرجال في محال المواد الغذائية التي يديرها الرجال . وعارض الكثيرون فكرة نسرين بفتح محل البقالة وكان أولهم شقيقها الأكبر لأنها فتاة وحفاظا على سمعتها ، ونظرا لعادات مجتمعنا وتقاليده فهذه المهنة فقط للرجال لأنها تستدعى التعامل مع كافة فئات وشرائح المجتمع المحيط ، إلا أنها أقنعته بالفكرة وأكملت مشوارها . تقول نسرين : " بحمد الله تطورت في عملي واشتريت رفوف أكثر وجلبت بضاعة أكثر من الربح القليل واشتريت ثلاجة لجلب أكبر عدد ممكن من الزبائن وليستمر مشروعي في النجاح ، لأرها مستقبليا مليئة بالبضائع إن شاء الله ". وتتذمر نسرين من التعامل بالديّن حيث قالت :" لا يعجبني هذا الأسلوب في التعام