كثيرا ما نسمع الآن عن خلافات أسرية قد تؤدي لخصام يومين أو ثلاثة بين الزوجين أو ينام أحدهما ويعطي الأخر ظهره أو يشتكي أحدهما الأخر عند أهله أو أهلها وهكذا .. لكننا اليوم نقف أمام ظاهرة لآثار الخلافات الأسرية في منتهى الخطورة والعجب فليست الخلافات اليوم مجرد (زعل) بسيط بين الطرفين لقد تحول الأمر لعداوة شديدة وتجاوزات كبيرة بين الطرفين رغم طول العشرة أحيانا ورغم كبر سنهما أحيانا ورغم وجود أولاد بل وأحفاد أحيانا . لقد استوقفتني تلك الظاهرة بصدق لأني أراها تتفاقم وتتطور يوما بعد يوم وتأخذ أشكالا عنيفة في العلاقات بين الزوجين . فهذا اليوم زوج اعتدى على أم أولاده بالضرب بل وبالحرق حتى شوهها تماما والسبب أنها رفعت صوتها عليه ، وهذه بالأمس زوجة صفت بقلم على وجهها فعملت تقريرا طبيا وعلى إثره أدخلت الزوج النيابة بل والسجن 4 أشهر وهذه زوجة تطتم أنفاس طفلتها بسبب الخلافات الأسرية حتى تتخلص من أي رابط بينها وبينه وهذا جد وجدة طلقا وحررا لبعضهما أكثر من 17 قضية وبلاغ بالشرطة والسبب أنها تزوج عليها وهذا زوج لا يستحي وهو يتهم أم أولاده بأنها زانية وتدخل رجالا بالبيت لهدف واحد هو إسقاط حضانة الأولاد عنها كذبا وزورا حتى لا يدفع النفقة للمحضونين وهذا زوج يسب زوجته ليل نهار أمام الخادمة والأولاد وأمام زميلاتها بالعمل وعندما طلبت الطلاق ألقاها من الدور السابع بالبناية. إنها مأساة وكارثة اجتماعية أن تتحول المودة والرحمة بين الزوجين لكره شديد يتفنن فيه كل طرف في تعذيب الأخر وإيذائه بل وقتله ..إن العقل والدين يعطيان الحق في الطلاق والانفصال عندما تستحيل العشرة وتنتهي المسألة بيننا كزوجين بكل احترام وتقدير للعشرة ولوجود أطفال بيننا قال تعالى ( ولا تنسوا الفضل بينكم) لماذا هذا الكره الشديد المتوحش السافر بيننا ؟ هل نسيت أيها الزوج المنتقم يوم أن كنت مريضا وهي تحضر لك الطعام والدواء وتدعو لك بالشفاء ؟ هل نسيت يوم أن تركت عملك وظلت هي تنفق على البيت من راتبها وتتحمل عنك شهورا وربما سنين لأنك زوجها ؟ هل نسيت إكرمها لأهلك ؟ هل نسيت أن والدها أستأمنك على ابنته ؟ هل ترضى أنت هذا الانتقام والضرب والعنف لابنتك عنما تكبر وتتزوج؟ هل نسيت لإطعامها لأولادك وتنظيفها للبيت وغسل ثيابك وكيها وهي في فترة حملها لكي لا تشعرك بأي نقص أو تقصير بالبيت؟ هل نسيت أنها هي عفتك عن الحرام بتزينها لك وحبها لك وإقبالها عليك رغم هجرك لها بالفراش بالشهور ؟ لماذا تكرهها هذا الكره الشديد ؟ أمن أجل مال زائل ؟ أم انتقاما لرجولتك؟ أم إرضاء لزوجتك الثانية؟ أم رد الانتقام من أهلها في شخصها هي؟ إنها كلها أسباب لا تساوي لحظة مخاض مرت بها زوجتك لتأتي لك بابنك الذي انتظرته أعواما لتفرح بقدومه .هل هذا جزاؤها بعد عشرة كل تلك السنين؟ ثم أنت أيتها الزوجة المنتقمة هل أنت سعيدة بأن أدخلت زوجك وأبو أولادك السجن ؟ بماذا ستردين عندما يسأل عنه الأولاد ؟ هل ستقولين لهم أنك أدخلتي آباهم السجن ؟ إن كنت تكرهينه لهذه الدرجة فاطلبي الطلاق الخلعي فهو أهون بكثير من هذا الانتقام والعداوة الشديدة بينكما لأنه في النهاية بينكما أطفال ولن تستطيعي محو اسمه من جواز سفرهم وحين يكبرون قد يأخذ حضانتهم منك وقد يسقيك من نفس كأس الانتقام الذي شرب منه والضحية هم فلذات أكبادنا . لماذا تزرعون الكره لبعضكما في نفوس الأولاد ؟ لماذا نسيت الأيام الحلوة والذكريات الجميلة ؟ هل زواجه بأخرى هو مبرر لأن نتقاتل بأقسام الشرطة وداخل البيوت وترفع بيينا عشرات القضايا بالمحاكم ؟ تقول إحدى الزوجات : ذهب ليتزوج على فلما رفضت طلبه للزواج بأخرى طلقني فنصحني البعض برفع قضية طلب حقوق ما بعد الطلاق فرفضت رغم إلحاح أهلي وصديقاتي بالعمل فكان ردي عليهم : أنا لي منه 4 أولاد ولن أوقف والدهم أبدا بالمحاكم حتى لو رفض النفقة وسأرضى بما يدفعه ولن يكون بيني وبينه إلا الاحترام والله تعالى قادر يرد لي حقي لأني ما ظلمته ، ورغم زواجه بأخرى وطلاقه لي لكنني أبدا لن أشوه صورته كأب أمام أولادي ، تقول الزوجة المطلقة : والله بهذه النية ونزع فتيل الانتقام من قلبي ما مضى عام إلا وقد عرف طليقي قيمتي وخلقي والفرق بيني وبينها ،لقد طلقها وكما يقولون بهدلته بالمحاكم ودفع الكثير لكي يتخلص من هذا الزواج الفاشل ورجع لبيته وأولاده وقد علمته الحياة أن الدين والخلق هو أساس العشرة وأن الصاحب الحق تعرفه وقت الشدة سواء كان الصحب صديقا أو كان زوجة نصحيتي لكل المقدمين على الزواج أن يسألوا عن تاريخ الزوج أو الزوجة هل له سوابق بالمحاكم أو أقسام الشرطة ؟ هل في خلافاته يخرج عن الحدود؟ ثم ما مدى التزامه وخوفه من ربه وصلاته؟ هل يعمل حساب كبير العائلة ؟ وإياك إياك أن ترتبطي بزوج من البداية لا يحترم عائلتك فإنها فجوة قد تكبر وتتسع وتصل عند الخلافات لأقسام الشرطة وأروقة المحاكم . وأنتم أيها الشباب : اختر صاحبة الدين بنت الأصول وأسأل عن تعاملات وأخلاق أسرتها وسمعة إخوانها وكما قال الحديث الشريف : تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ).