تحتل سنغافورة مكانة بارزة على خريطة السياحة العالمية بفضل ما تزخر به من معالم سياحية متفردة تسجل أرقاما قياسية عالمية، مثل أول سباق سيارات ليلي للفورميلا 1 وأعلى عجلة دوارة في العالم تعرف باسم "سنغافورة فلاير"، وتستقطب ملايين السياح حالياً من خلال أكبر حوض سمك في العالم. وتسود حالة من الدهشة والانبهار عنما يقف السياح أمام حوض "المحيط المفتوح" بأكبر حوض مائي في العالم بمنتجع وورلد سنتوسا، ويشاهدون أسماك المانتا العملاقة التي تعرف باسم "شيطان البحر" وهي تمر أمام أعينهم، ويراقبون أسماك "قرش النمر" وهي تقوم بحركاتها الدائرية العجيبة، أو أسماك الهامور التي تبدو غاضبة وهي تبحث عن طعامها وسط الأعشاب البحرية. ويمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة عالم الأحياء البحرية من جانبين، أولهما الجانب الأمامي حيث يمكنه الوقوف مع عشرات السياح أمام زجاج الأكريليك الذي يبلغ سُمكه 70 سم. أما الجانب الخلفي فهو مخصص للصفوة، حيث توجد في الجزء الخلفي لحوض الأسماك أجنحة فندقية فاخرة مكونة من طابقين. أجنحة فندقية ويستمتع السياح في هذه الأجنحة بمشاهدة الكائنات البحرية من نافذة خاصة بهم. وتبلغ تكلفة الليلة في هذه الأجنحة الفندقية الفاخرة حوالي 1924 دولاراً أمريكياً. وأضحت لينتا لين، المتحدثة الإعلامية باسم منتجع وورلد سنتوسا، قائلة: "يزداد إقبال السياح على أماكن الإقامة الفاخرة هذه التي يبلغ عددها 11 جناحاً فندقياً". وقد تحولت جزيرة سنتوسا التي تقع قبالة سنغافورة إلى واحة للمتعة والاسترخاء منذ سنوات طويلة، حيث ينتشر بها العديد من الفنادق الفاخرة والمطاعم الأنيقة ومتنزه لقضاء أوقات الفراغ وكازينو، بالإضافة إلى افتتاح حديقة مائية بها منذ نهاية العام الماضي. وتضم هذه الحديقة إس إي أيه أكواريوم، الذي يعتبر بحسب تأكيدات شركة آر إس دبليو أكبر حوض أسماك في العالم. ويحوي هذا الحوض حوالي 43 مليون لتراً من المياه، ويشتمل على 100 ألف من الكائنات البحرية تضم 800 نوعاً مختلفاً. ويمتد زجاج الأكريليك، الذي يتيح مشاهدة الأسماك بداخل حوض المحيط المفتوح، بطول 36 متراً وارتفاع 30ر8 متر، ويتم الاهتمام بحوض الأسماك ورعايته من قبل 40 غواصاً. وإلى جانب حوض الأسماك الكبير يضم الأكواريوم العديد من الأحواض الصغيرة التي تكشف أسرار الحياة البحرية، ومنها على سبيل المثال حوض يوضح مراحل نمو أسماك القرش الصغيرة. وقد تم تركيب عدسة مكبرة في زجاج هذا الحوض، حتى يتمكن الزوار من مشاهدة أسماك القرش الصغيرة التي تنبض بالحيوية في البيض الخاص بها، وبعد أن يفقس البيض تنطلق هذه الكائنات البحرية في حياتها الطبيعية معتمدةً على نفسها، ولكن ليست كل أسماك القرش تضع بيضاً، حيث يلد القرش الأبيض صغاره مثل الحيتان. الأسماك الأنبوبية وفي أحد الأحواض الأخرى تطفو الأسماك الأنبوبية التي تعيش في المياه الاسترالية، ولا يستطيع الزوار تمييزها عن النباتات، وتعتبر هذه الوسيلة بالضبط هي طريقتها المثالية للتخفي. وتمتاز هذه الأسماك ذات اللون الأحمر والأصفر، والتي تتمتع بصلة قرابة لأسماك فرس البحر، بوجود زوائد في جسمها بالكامل مثل فروع وأغصان الأشجار مع بعض الأوراق. ويضم الأكواريوم بعض الأحواض الأخرى التي تعرض قناديل البحر في مناظر بديعة للغاية، حيث توجد أنواع دقيقة لا يتعدى طولها واحد سنتيمتر، في حين توجد قناديل بحر أخرى ذات أهداب طويلة تصل إلى واحد متر. ويتم إضاءة الأحواض بألوان متنوعة، بحيث تبدو قناديل البحر في حركتها البطيئة كأنها قطعة فنية مرسومة بالألوان المائية، ويصاحب هذا المشهد البديع موسيقى ساحرة للتأكيد على أجواء المتعة والاستمتاع. ويسعد الكثير من السياح من جنوب شرق آسيا عند مشاهدة الأسماك التي يعرفونها في الأسواق، حيث يصيح أحدهم مندهشاً أثناء الوقوف أمام حوض أسماك الحبار: "يا لها من أسماك لذيذة". ويهوى سكان سنغافورة تناول السلطعونات اليابانية العملاقة، التي تعتبر أكبر المفصليات في العالم، والتي قد يصل طولها إلى أربعة أمتار من طرف الساق إلى طرف الساق الآخر.