لم تكن كارول سماحة يوماً فنانة عادية، بل خارجة عن المألوف ومتمرّدة على منطق اللون الفني الواحد. كانت مختلفة عن فنانات جيلها، فهي لم تلتزم خطاً غنائياً واحداً، بل اشتهرت بالتلون والبحث الدائم عن الجديد والمختلف، هي التي أثبتت وجودها من دون شركة إنتاج، فكانت تحفر في الصخر. ورغم أنّ بداياتها كانت في مسرح الرحابنة، إلا أنّها حين قررت الخروج من عباءتهم، لم يكن الأمر سهلاً بعدما اعتادها الجمهور كممثلة استعراضية. لكن طموحها وقوتها جعلاها ترتدي عباءتها الخاصة التي لا تشبه أحداً، وبقي حلم الاستعراض الغنائي يراودها. وكان لها ما أرادت: فن استعراضي غنائي راقٍ بعيد عما تقدّمه اليوم مغنيات الاستعراض اللواتي لا يملكن أي موهبة صوتية ويعتمدن على إبراز مفاتن الجسد. قبل عام تقريباً، أعلنت كارول عن تحضيرها لعمل استعراضي يحمل اسم "السيدة" ولم يكن مقرراً تأخر إطلاقه لعام كامل، بل كانت تستعدّ لتقديمه في آب (أغسطس) الماضي. الا أنّ سقوطها أثناء البروفات ومنعها من الحركة أمرٌ جعلها تؤجّل إطلاق العمل حتى مساء أمس، حين أبهرت فيها كارول الحضور أداءً ورقصاً، وأثبتت أنّها الفنانة الوحيدة في لبنان والعالم العربي التي تجيد فن الاستعراض، وتغني وترقص مباشرة على المسرح. جاء هذا العمل الذي حمل اسم «السيدة» وبدأت عروضه في «كازينو لبنان»، ليتوّج كارول «سيدة أولى» للاستعراض الغنائي المسرحي. العمل "استعراض لطالما حاكى خيالي، يمثلني ويمثل كل امرأة في العالم العربي. إنّه قصة كل عاشقة وأم وابنة وفتاة. إنّه ثورة لكل امرأة في العالم العربي، تنهض من رحم المصاعب، وتقف صامدة مطالبة بحقوقها، فلا تبخل بذرة جهد في سبيل تحقيق أهدافها. إنّه رسالة حب طموح وأمل وسعادة، حيث تتماهى الموسيقى الحية والأضواء الوهاجة والرقصات الرائعة، فتشكل استعراضاً بحد ذاتها. والى جانبي فريقي الذي يضم نخبة من أهم الراقصين والتقنيين المحترفين، يكتمل حلمي بمشاركة الجمهور العربي برؤية أعمق لأعمالي الفنية على خشبة المسرح من خلال «السيدة» حيث ننقل المشاهد من عالم الاستعراض التقليدي لنؤسس عالماً جديداً من الابتكار والفن المعاصر الراقي» كما قالت كارول قبيل إطلاق العرض أمس. استطاعت النجمة اللبنانية أن تبهر الحضور بلوحاتها الغنائية الراقصة، وبدت على المسرح كأنّها تحلق بعيداً من دون أجنحة واستطاعت حصد التصفيق منذ اللحظة الأولى لبدء الاستعراض. قدمت 17 أغنية، مفتتحة العرض بأغنية "أنا جيت"، ثم «احساس»، وختمت بـ "وحشاني بلادي"، و"ما بدي اكل". ومن الأغاني التي أدّتها على المسرح نذكر: "مش معقول"، "غالي علي"، "اتطلع في"، "حدودي السما". أما مفاجأة الحفل، فكانت حضور الفنان باسم فغالي متنكراً بزي الفنانة صباح. صعد فغالي الى المسرح وقدم باقة ورد لكارول. كما حضر عدد كبير من الوجوه الفنية والإعلامية كسيرين عبد النور، ومروان خوري، ورفيق علي أحمد، ويوسف الخال، ونيكول سابا، ونيشان، وزاهي وهبي وزوجته رابعة الزيات، ومنى أبو حمزة... يذكر أنّ العمل من إخراج المبدع طوني قهوجي، وتولى التوزيع الموسيقي ميشال فاضل، وصمّم الملابس زهير مراد وأنتجته شركة "روتانا".