شيف يترأس مطعماً من أهم معالم مدينة أبوظبي السياحية، من على شرفته يتابع الجالسون سباق سيارات الفورملا 1، وبنفس الوقت يجالسون أحبتهم وأصدقائهم على مائدة طعام عربي مميز. وهذه الميزة الفريدة، ليست هي الوحيدة التي تدعو بعض زبائن مطعم "أطايب" في فندق "فايسروي ياس" لزيارته مرتين أو ثلاث مرات أحياناً أسبوعياً، فهنالك شيف صديق تخرج من بين يديه "الأطايب" ويأتمنونه على إختيار ما يأكلون بمجرد إخبار النادل: "أعلم الشيف وفائي بأن فلان هنا!!".

الشيف وفائي الزحم له سحنة الشيف الصارم، والمشاكس في الوقت نفسه، مزاحه المحبب يقربه من زبائنه فوراً، وبنفس الوقت يساعده لتستجيب له فرق من الطهاة والمساعدين لإعداد الولائم وموائد الأعراس والحفلات والمؤتمرات على مدى أعوام خبرته في الفنادق الكبيرة. كان لأنا زهرة لقاء ممتع مع نهاية نهار يوم جميل تابعنا من خلاله إختفاء الشمس خلف معالم جزيرة ياس الحديثة وحلبتها الشهيرة، من على شرفة مطعم "أطايب" واستمتعها بالحوار التالي.

*لنبدأ من بداياتك لإحتراف الطهي، هل من تأثير في العائلة؟

- بالمختصر، سيرتي الذاتية بدأت مع حبي وإهتمامي بالطهي، وذلك كان بتأثير من الوالدة والأهل، حيث كنت مرافقاً للوالدة في المطبخ. ثم تبلور إهتمامي من خلال دراستي وتخرجي من الجامعةالفندقية عام 1996، حيث تعلمت أساليب الطهي العالمي وغيره من الإختصاصات السياحية، ومن ثم عملت في سوريا لفترة عامين، ثم أنتقلت للعمل في الإمارات، أشتغلت في مجمعوعة فنادق روتانا، والتي أعتبرها مدرستي العملية، منذ العام 1999، وتدرجت بالعمل حتى أصبحت مسؤولاً عن مطاعم رئيسية لفنادق والفعاليات والحفلات الرئيسية في مجموعة من فنادق روتانا في الإمارات، وقد ساهمت بإفتتاح أكثر من ستة فنادق من المجموعة في أبوظبي ودبي وبعض المدن العربية الأخرى مثل اللاذقية وشرم الشيخ.

* متى تم إفتتاح هذا المطعم، وما هي طبيعته؟

- كما ترين فإن الطابع مختلف عن المطاعم العربية الشرقية بشكل عام، فنادراً ما تجدين مطاعم تقدم في عدة مطابخ عربية، فتجدين الطعام المغربي واللبناني على نفس الطاولة، وهذا ما حرصت عليه عندما وضعت التصور الأساسي للمعطعم قبل الإفتتاح في أكتوبر عام 2009. وقد حصل على العديد من الجوائز العالمية والمحلية، منها المطعم الأقليمي لغورميه أبوظبي عام 2012، ولمدة 3 سنوات كان الفائز بجائزة تايم أوت أبوظبي، وكذلك جائزة Best Mena Award لعام 2011. وهذا المطعم هو ملتقى نجوم مهرجان أبوظبي للطهي، غورميه أبوظبي كل عام، فهو المكان المثالي الذي يلتقي فيه جميع نجوم الميشلين المشاركين لتذوق الطعام العربي للمنطقة. على هذه الشرفة قدمت لهم الكبة الطازجة، بعد أن لففتها وقليتها أمامهم، بالإضافة إلى الخبز الطازج والمشاوي في الهواء الطلق. وبذلك يعيشون تجربة الطعام العربي على أصوله.

*كيف هي تجربتك مع سباقات F1؟ وهل للصوت الصاخب لسباقات السيارات تأثير سلبي أم إيجابي على المكان؟

- حسناً، إن سألتني عن تأثير الصوت، فإن صوت سباق السيارات الفورملا وان يفوق بتصوري صوت الطائرة الحربية F16، لكن هذه هي المتعة الحقيقية للمولعين بهذه الرياضة، إن المكان له ميزة لا تتوفر في أي مكان في العالم، من هنا تمر السيارات المتسابقة (مشيراً إلى سير الحلبة التي تمر من تحت شرفة المطعم)، وهناك تتوقف اليخوت عند الميناء المقابل للحلبة أمامنا. أما المطعم فتبدأ طلبات الحجز في قبل عام خلال فترة سباقات الفورميلا، رغم أننا نحرص على عدم فتح باب الحجز إلا قبل فترة وجيزة من السباق.

* ما هي أبرز البرامج والفعاليات التي تعمل على إضفاءها على المكان؟

- أعمل على توفير برامج مميزة للمطعم، كان أحدها الخيمة الرمضانية على شرفة المطعم والتي أستقطبت الكثير من الناس وصار المطعم محطة للجميع، أسميناها "ليالي دمشقية" حيث تُقدم الشاورما والفتات وخبز الصاج، بحيث أمتدت الخيمة لمدة 3 أشهر خلال فترة الصيف. إضافة إلى تقديم الطعام مباشرة من مواقد الشواء إلى صحون الزبائن في بعض البرامج العائلية، والتي تجمع الأسرة في أماسي ممتعة وفريدة.

المزيد:

خلود عتيق رائدة المطبخ الإماراتي الحديث

آسيا عثمان تستلهم من ذكرياتها الشهية كتاباً عن الطبخ المغربي

الشيف الإيطالي ماريزيو: “المطبخ الإماراتي سهل الدمج”

الشيف “ويزلي” حاصد الجوائز ومهندس أكبر الولائم الرفيعة