بينما يعاني الكثير من الأطفال من زيادة الوزن، يعاني آخرون من نقصانه. وترجع مشكلة النحافة لدى الأطفال إلى أسباب عدة، قد تكون وراثية أو مرضية أو تتعلق بالعادات الغذائية للطفل. لكن بعض الوسائل البسيطة تساعد الآباء في التغلب على هذه المشكلة، إذا لم تكن عائدة إلى الإصابة بمرض حقيقي.

وأوضحت خبيرة التغذية الألمانية سيلفيا بيكر بروبستل أنّ مشكلة النحافة لدى الأطفال، لاسيما في مراحل عمرية كبيرة، ترتبط عادةً بالإصابة بأحد اضطرابات الطعام كفقدان الشهية العصبي الذي يزداد معدل الإصابة به في المرحلة العمرية المتراوحة بين 11 و12 عاماً، لاسيما لدى الفتيات اللواتي يبدأن الدخول في مرحلة المراهقة وتزداد لديهن الرغبة في الحفاظ على رشاقتهن بشكل مرضي.

وتُطمئن الخبيرة الألمانية بأنه ليس بالضرورة أن تُعزى نحافة الطفل إلى أسباب مرضية؛ إذ تلعب العوامل الوراثية والهرمونية دوراً كبيراً في تحديد شكل الجسم ووزنه.

وأضافت أنّ الحالة المزاجية للطفل والبيئة المحيطة به ومعدل ممارسته للأنشطة الحركية والسلوك الغذائي للأسرة بأكملها تندرج أيضاً ضمن العوامل المؤثرة على وزن الطفل.

ويدعو فرانك يوخائيم، رئيس قسم طب الأطفال والمراهقين في "المستشفى الإنجيلي" في برلين الآباء إلى عدم القلق من نحافة طفلهم، طالما أنّه لا يُصاب بالأمراض بصورة متكررة ولا تظهر عليه تغيرات سلوكية.

وإذا ساور الآباء قلق بأنّ نحافة طفلهم ربما تجاوزت الحد الطبيعي، ينصحهم الطبيب الألماني بإخضاع الطفل حينئذٍ للفحص لدى طبيب مختص للحسم، مؤكداً أنه من الأفضل استشارة الطبيب الذي يعرف الحالة الصحية للطفل منذ فترة طويلة.

وللتصدي لمشكلة النحافة لدى الطفل، حذّر اختصاصي الطب الغذائي وطبيب الأطفال توماس كاوت الآباء من زيادة كمية الطعام أو عدد الوجبات لطفلهم، مؤكداً أنه من الأفضل أن يقوموا باستبدال نوعية الأطعمة قليلة السعرات الحرارية بأخرى تحتوي على كمية كبيرة من الطاقة من خلال تقديم الزبادي كامل الدسم مثلاً بدلاً من ذاك قليل الدسم.