مسألة اليوم يتضح فيها مدى ما وصلت إليه أخلاقيات بعض الأزواج عند الطلاق والانفصال. فبعضهم من أجل ألا يخسرون ماديا يستبيحون كل معيب ومحرم لضمان ربح القضية على حساب الطرف الآخر. والمشكلة ليست في الطلاق كحالة تحدث بين أي زوجين يجدان صعوبة في التواصل. ولكن المشكلة لها أبعاد أخلاقية بالدرجة الأولى ويمكن تلخيصها بعبارة واحدة: سوء الاختيار. وصاحبة مسألة اليوم هى زوجة وجدت نفسها مثل الكثير من نساء هذا الزمان مطالبة بأن تكون امرأة فوق العادة، أو كما يسمونها المرأة الخارقة. عليها أن تعمل لتنفق على أسرتها والقيام بأعمال المنزل وتربيه الإطفال والتسوق، بالإضافة إلى أداء واجبات الزوج وأهله بل قد يصل الأمر أحيانا إلى مطالبتها بالذهاب لورش السيارات لتصليح عربتها وعربة زوجها. تقول الزوجة "انتصار":لم أكن أملك حتى رفاهية الملل أو التعبير عن التعب وإن شكوت لأهلي وقفوا ضدي قائلين: "بنات الأصول يحافظن على بيوتهن وأن ظل الرجل خير من ظل الحائط وما عندناش بنات تطلق". ولكن ماذا إن ثار الحائط"زوجي" وقرر السقوط على حياتي ليدمرها بالكذب والتحايل وإنكار الجميل؟! تقول انتصار : لاحظت التغير في حياته معي مع بداية أن استلم زوجي المنزل الذي خصصته الحكومة لعائلتي الصغيرة. وقمت بإعداده وفرشه بقرض بنكي على حسابي، ليبدأ مسلسل من التصرفات العجيبة التي لم أجد لها تفسيرا في البداية قلت لها كيف؟ قالت : في إحدى الليالي فوجئت بزوجي وهو يطلب مني تركه وحده وأن ينام هو بغرفة وأنا بغرفة الأولاد. فرفضت فضربني بقسوة شديدة حتى سقطت على الأرض وقد فقدت القدرة على النطق. فتم نقلي إلى المستشفى ولما سألوني أدعيت أني أنا التي أوقعت نفسي حتى لا يحاسب زوجي وكانت المفاجأة والمكافأة أنني بعد أن تحسنت رفض زوجي استلامي وطلب تحويلي قسم النفسية والعصبية، مدعيا أنني حاولت الانتحار هذه المرة وقد سبقتها 4 مرات على حد كذبه وافترائه وفجأةو جدت نفسي في عنبر المرضي الخطرين في مستشفى للامراض العقلية. قلت لها : لماذا لم تتكلمي وتدافعي عن نفسك ؟ قالت : لقد فقدت النطق يا سيدي وألهمني الله أن أكتب للطبيب كل ما حدث ورغم أنه فحصني وتأكد من صدقي وأنني ما زلت عاقلة واعية لكنه لم يملك إلا نقلي إلى عنبر المرضى العاديين. فهو مجرد طبيب وكان يجب عليه انتظار زوجي لاستلامي بناء على التقرير فاضطرت للبقاء إلى اليوم التالي. وقضيت ليلة لن أنساها طوال حياتي عانيت فيهامن ألم وخوف شديد وحضر أبي لاستلامي ومع الأسف صدقوا جزء من كلام زوجي وبعد شهرين من العلاج لإعادة النطق استعدت نطقي وأجبرني أهلي على الرجوع لبيت زوجي. أعزائي القراء ،، لم تنته القصة أتدرون علام صمم زوجها ؟ لقد كان زوجها مصمما على إثبات جنونها حتى يتمكن من طلاقها والاحتفاظ بحضانة الأولاد، فلا يضطر لدفع نفقات الحضانة في حال تم ضمهن لحضانتها بعد الطلاق. وبدأت وقاحة وخسة الزوج بأن أبلغ عنها الشرطة النسائية مدعيا أنها أرعبت الأطفال بمحاولة الانتحار مرة أخرى. ولما ثبت كذب ادعائه بعد قضاء ساعات بالمخفر خلوا سبيلها. كما أمر الخادمة بأن تدعي بأن الزوجة قامت بضربها وهي في حالة هياج. وفي محاولة أخرى ادعى أنها طردته من المنزل وطلب من الشرطة الحضور لتمكنه من دخول منزله. والكثير من البلاغات لاثبات أن تصرفاتها غير طبيعية بحيث لا يمكن أن تستأمن على أطفالها. كل ذلك وانتصار صابرة تبلع المر راجية رحمة ربها وما نفذ صبرها وخرجت عن شعورها إلا عندماإلا عندما أخبرتها جارتها أم أحمد بأنها رأت الخادمة وهي تضرب بنتها الصغيرة "ميرة"بقسوة ليتبين أن الزوج هو من أمرها بذلك، على أن يترك الضرب علامات على جسد الصغيرة تساعده على تقديم بلاغ يتهم الأم بأنها ضربت ابنتها وهي في حالة جنون وهياج عصبي. تقول انتصار وهذا سبب حضوري إلى المحكمة لأستغيث بكم بعد الله وقالت : ليس لدي مال لأدفعه للمحامين ولا أعرف القانون فدلوني ماذا أفعل ؟ على الفور تم توجيه الزوجة لعمل نفقة مؤقته عاجلة لتجد ما تقتات به حتى انتهاء القضية. و طلبنا والدها الذي تفهم الأمر وحملها لقسم الشرطة لتحرير بلاغ بضرب الخادمة للطفلة ميرة وجاء الزوج ليتم التحقيق معه بالنيابة واعترفت الخادمة بجريمتها معه. فأوقع الزوج الطلاق أمام النيابة فقام المحامي بطلب اثباته بالمحكمة. وطولب بالحقوق وخلال شهر ونصف كانت كانت الأم والأولاد بحضانتها وأجبر الزوج الظالم على ترك سكن الحضانة ودفع نفقة شهرية وتعليم الأولاد وتوفير خادمة ومواصلات. وعادت الزوجة لحاتها الطبيعية ولم تعط المحكمة الأب في رؤية الأولاد إلا ساعتين بالأسبوع لأنه أب وزوج ماتت الرحمة في قلبه قال تعالى :(إن ربك لبالمرصاد).