قد يرى البعض أنّ النزول إلى حمام مملوء بالطين أمر غير منطقي. لكن في الواقع، تعدّ حمامات الطين واحدة من التقنيات العلاجية المستخدمة في الطب الطبيعي منّذ أكثر من مئتي عام. وقد أثبتت التجربة أنها تتمتع بتأثير فعّال في تخفيف العديد من المتاعب الجسدية، لاسيما الآلام المزمنة، وتمنح النفس شعوراً بالاسترخاء.

 وعلى الرغم من أنّ هناك سبلاً كثيرة لعلاج الألم كالأقراص المسكنة، إلا أنّ البروفيسور الألماني كارل لودفيغ ريش أكدّ: "تعد حمامات الطين الخيار الأمثل في علاج متاعب معينة ويُمكن من خلالها الحد من استخدام المسكنات".

 وأرجع مدير "المعهد الألماني للأبحاث الصحية" في مدينة باد إلستر، التأثير الذي تتمتع به حمامات الطين إلى قدرتها على نقل الحرارة إلى جسم الإنسان.

 ويلتقط البروفيسور أندريه ميشائيل بير من مستشفى "بلانكنشتاين" في مدينة هاتنغن الألمانية طرف الحديث موضحاً: "الطين عبارة عن مادة صلبة؛ لذا فهو يعمل على نقل السخونة إلى الجسم على نحو أفضل مما يحدث عند الاستحمام في حمامات المياه الدافئة".

وعن الاستخدامات الأساسية لحمامات الطين، أوضح الطبيب الألماني بير أنها تدخل في علاج العديد من المتاعب، لاسيما الأمراض التنكسية والالتهابية المزمنة التي تُصيب الجهاز الحركي. إلى جانب المتاعب الروماتيزمية، يتم استخدام العلاج بحمامات الطين أيضاً لعلاج الفصال العظمي والآلام الناتجة عن هشاشة العظام أو ما يُسمى بـ "متلازمة ألم الجسم الكامل".

وتتمتع حمامات الطين بتأثير فعّال في علاج أمراض النساء، مثل متلازمة ما قبل الطمث وعند مرور المرأة بفترة انقطاع الطمث وعند إصابتها بالتهابات مهبلية.

وأردف بير أنه يُمكن أيضاً استخدام حمامات الطين في علاج نوعيات معينة من الأمراض الجلدية، إلا أنه لا يجوز استخدامها على مواضع الجلد المفتوحة، محذراً من حمامات الطين على الجسم بأكمله بالنسبة إلى مرضى الجلطات الدموية أو المصابين بأمراض القلب الشديدة.