بدأت لندن منذ الآن تستعد في متاجرها لموسم الأعياد. يتوافد الناس من كل مكان على المتاجر لشراء الألعب والكتب والهدايا وشجرة عيد الميلاد والبطاقات البريدية. في الصباح تسقط على المدينة غلالة بيضاء وتجعل من كل شيء ساحرا وفاتنا. وبعد أن تنتهي أعمال الناس ترين المقاهي والمطاعم تغص بالناس رغم البرد. لكن الخريف يسيطر على المدينة بجماله الأخاذ. الأشجار والحدائق التي تغيرت ألوانها ساحر وتسحر العابرين. ومن اجممل الأماكن في لندن الحديقة البريطانية المكلية أو ما تعرف عادة باسم "كيو" وهي حدائق عامة تشمل عدد من المباني التاريخية والمتاحف والبيوت الزجاجية النباتية، تقع بين ريتشموند وكيو على نهر التايمز في جنوب غرب لندن. تجسد عناصر حدائق كيو النباتية الملكية مراحل خاصة بفن الحدائق من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين. وهي تحوي تشكيلات من النباتات (نباتات محفوظة وحية ووثائق) التي تم اغناؤها بصورة هائلة على مر القرون. وقد ساهمت منذ انشائها على نحو كبير في دراسة تنوع النباتات وعلم النبات الاقتصادي. وقد أنشأ عدد من المعماريين كويليام شامبرز و كابابليتي براون عدة مباني في القرن الثامن عشر، وأعادوا تصميم الحدائق على الطراز الباروكي لإنتاج منظر رعوي على الطراز الإنجليزي، مؤسسين أسلوبا رائجا انتشر بعد ذلك في جميع أرجاء أوروبا. وتعد العناصر الأساسية للمنظر الطبيعي للحديقة الذي صممه ويليام نيسفيلد أحد السمات البارزة لكيو. وتتمحور هذه الحديقة حول هيكل من الحديد والزجاج، وهو بالم هاوس (1844)، الذي صممه المهندسان ريتشارد تيرنر و ديسيموس بورتون. وهناك ثلاث إطلالات يطل عليها بالم هاوس وهي: إطلالة على مبنى الباغودا وإطلالة على سيون باتجاه نهر التايمز وإطلالة صغيرة. ويعد قصر كيو هو أقدم المباني في الموقع (1631). ولقد تم بناء هذا النُزل ذي الإيحاء الكلاسيكي - الذي بني من الطوب الأحمر على الطراز الفلمنكي - على ضفاف نهر التايمز.