صدر حديثا للروائية المصرية رضوى عاشور كتابا بعنوان "أثقل من رضوى". يتناول الكتاب سيرة المؤلفة الذاتية في فترة تبدأ في 2010 وتنتهي في 2013. لكن يوميات عاشور تستعيد أيضا من ماضيها، فتعود لتتحدث عن طفولتها وعن والديها وتنشئتها في بيت أب يعشق الأدب وأم ترسم وتكتب الشعر. وتتحدث كذلك عن زوجها الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي. لم يخل عمل رضوى من تأمل كبير على أحداث مصر الأخيرة بدءا من ثورة يناير وحتى مايو 2013. وكأنها تريد أن تقول أن التاريخ الشخصي لا ينفصل عن العام. حيث تختلط يومياتها بكل ماعاشت وأحست وخشيت خلال الأحداث اتي عصفت بمصر العامين الأخيرين. تأتي سيرة صاحبة «ثلاثية غرناطة» و«الطنطورية» تحت عنوان «أثقل من رضوى.. مقاطع من سيرة ذاتية»، ويرتبط الاسم بمثل عربي قديم، فجبل رضوى بالسعودية كان يضرب به المثل في الرسوخ، فيقال «أثقل من رضوى»، وتشير صاحبة السيرة إلى أن جدها (عبدالوهاب عزام) هو الذي تخير لها اسمها «رضوى» تيمناً بذلك الجبل المكين. تجمع «أثقل من رضوى» التي صدرت حديثاً عن دار الشروق بين الخاص والعام، الذاتي والموضوعي، لتتشابك في صفحاتها يوميات التجربة الشخصية بالهم العام، مشاهد من الثورة وهتافات من ميادين الحرية ومدرجات الألتراس تتداخل مع تجربة المرض ومشارط الجراحين الذين يحاولون استئصال «ورم حميد» في أحد المستشفيات بخارج مصر. ومن مقاطع الكتاب " لن تنتبه أنني في السابعة والستين، لا لأن الشيخوخة لا تبدو بعد على ملامحي، ولا لأنك لو طرقت بابي الآن ستفتح لك امرأة صغيرة الحجم نسبياً ترتدي ملابس بسيطة، شعرها صبياني قصير، وإن كان أبيضه يغلبه أسوده، يكاد يغيبه، ليس لهذه الأسباب فحسب، بل لأن المرأة، وأعني رضوى، ما إن تجد الشارع خالياً نسبياً، حتى تروح تركل أي حجر صغير بقدمها اليمنى المرة بعد المرة في محاولة لتوصيله لأبعد نقطة ممكنة".