«في العام القادم سيتغير كل شيء!» .. كثيراً ما يردد الموظفون هذه الجملة مع نهاية العام، غير أن حماسهم غالباً ما يخفت بعد انقضاء رأس السنة بوقت قصير. وفي كثير من الأحيان يرجع السبب في ذلك إلى أن الموظفين يتبعون منهجاً خاطئاً في سبيل تحقيق أهدافهم الوظيفية. وغالباً ما يفشل الموظفون في تحقيق أهدافهم، لأنهم يبالغون في تطلعاتهم وطموحاتهم. ويقول ديرك شميت، مدرب التحفيز بمدينة دوسلدورف غرب ألمانيا :"يجب على الموظف أن يطرح على نفسه السؤال التالي «ما هو الواقع؟»". ويضرب شميت مثالاً على ذلك بقوله :"عندما أرغب في الحصول على زيادة في راتبي، لا يمكنني أن أنتظر حصولي على ضعف راتبي في العام القادم على الفور". وأشار شميت إلى أن الرغبة «أود أن أصقل مهاراتي وإمكاناتي، كي أحرز تقدماً وظيفياً» تُعد رغبة عامة للغاية وغير محددة تماماً. لذا ينصح شميت الموظفين الساعين إلى الترقي الوظيفي بأن يفكروا في بادىء الأمر فيما إذا كانوا يرغبون مثلاً في تعلم لغة أجنبية أو الاشتراك في دورة تدريبية لصقل مهارات التواصل لديهم. ولا يأخذ هدفهم شكلاً ملموساً إلا بعدما يجدون دورة تدريبية مناسبة تساعدهم على تحقيق طموحاتهم. ويؤكد الخبير الألماني أن منهج الخطوات الصغيرة يُعد أفضل طريقة لتحقيق الأهداف الكبيرة، ويقول :"يجب على الموظفين أن يرفعوا شعار «Step by step»، أي تحقيق الأهداف خطوة خطوة". ويلفت شميت إلى أنه يتعين على الموظفين ألا يضعوا الهدف الساعين إليه وحده نصب أعينهم، بل أيضاً الطريق الذي سيقودهم إليه. وبالإضافة إلى ذلك تمنح الأهداف المرحلية الموظفين فرصة معايشة المزيد من النجاحات، مما يمثل دافعاً قوياً لهم على بلوغ الهدف الأكبر. وكي لا يبقى الهدف مجرد حلم ورغبة، ينصح شميت الموظفين بأن يحددوا لأنفسهم مدة زمنية واضحة يتعين عليهم خلالها تحقيق الهدف الذي يسعون إليه. وبذلك يستطيع الموظفون أن يحرزوا تقدماً على أفضل نحو، ويتجنبوا ضياع حلمهم المنشود خلال السنة.