نشرت صحيفة "المصري اليوم" تقريرا صحافيا عن الشابة المصرية فاطمة رزق التي بدأت مشروعها في قرية بمحافظة الشرقية، قبل 4 سنوات. كان مشروعها مصنعًا من 4 أدوار يضم 65 عاملة، تم محو أمية أغلبهن، وتحسنت ظروفهن المعيشية والاجتماعية. لم تكن فاطمة رزق تعلم أنها بعد تخرجها في كلية التجارة جامعة الزقازيق، أنها ستواجه معركة من أجل تنمية القرية ستخسرها باسم الدين لأنها "ترتدى بنطلونا". رحلة التدريب قبل أن تفتح المشورع تدربت فاطمة في القاهرة على أيدى أمهر عمال صناعة الجلد الطبيعى، قبل أن تدرس السوق وفرص النجاح فيها وعوائق الصناعة، لمدة عامين كاملين، قبل أن تعود إلى قرية المحمودية، بههيا محافظة الشرقية، لتؤجر غرفة، وتستعين بأختيها منى وزينب، بالإضافة إلى شيماء من بنات القرية، 14 عاما، أمية، والدها ترك القرية بعد زواجه بغير أمها، وتعانى من فقر مدقع، كشأن غيرها في القرية، لم يتبق لعائلتها بعد تفتيت الأرض وفقا للميراث سوى قيراط واحد من الأرض. كان دور زينب وفقا لمشروع فاطمة أن تكون عنصرا اجتماعيا فعالا قادر على جذب سيدات القرية، والإحاطة بمشكلاتهن، بينما كان دور منى هو الإشراف على التدريب المهنى. قصص نجاح كانت النتيجة الأولى: شيماء التي تخلصت من أميتها، مقابل 1% حافزاً شهرياً على كل خطوة تخطوها، نحو التعليم، وبعد أن وصل عدد العاملات في مشروع فاطمة 10عاملات، كان راتب شيماء قد ارتفع إلى 700 جنيه، وسيزيد لاحقا إلى 3 آلاف جنيه، في 2008، بدأ المشروع في الاتضاح، بعد أن وصل عدد عماله إلى 25 فتاة: برامج محو أمية ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأجور، ندوات تثقيفية لطرح مشاكل سيدات القرية، رحلات شهرية إلى أماكن كقناة السويس، الأهرامات، أحد الندوات كان يتحدث عن ارتباظ مظهر المرأة الجيد بثقتها في نفسها، وهو ما انعكس تلقائيا على مظهر السيدات في القرية، لكن ظهرت المشكلة الأولى عندما قالت فاطمة (المحجبة) وزينب (التي تحفظ 3 آلاف حديث صحيح) أن النقاب ليس فرضا. أصبحت فاطمة قبلة لسيدات القرية، ومركزا للشكاوى الاجتماعية والاستشارات التي تقدم دعماً قانونياً في أوقات كثيرة. "شعورهن بآدميتهن، وارتفاع مستوى تعليمهن، وثقتهن أنفسهن، - أمور جعلتهن على وعى أكبر بحقوقهن المهدورة، سواء على أيدى الأزواج أو الآباء»، تستكمل فاطمة: "بعضهن أصبح يستطيع تحدى رغبات الأهل في تزويجهن مبكرا أو رغما عن إراداتهن لاستكمال تعليمهن". معارك وخسائر لم يكن النقاب هو بداية المعركة في القرية، بل أيضا عدم احتياج السيدات اللائى ترواحت رواتبهن من 700 إلى 3000 جنيه وأهاليهن ، إلى الصدقة اللاتى كن يتلقينها من الجمعيات الخيرية المنتمية إلى التيار الإسلامى، والتي أدت بالضرورة وفقا لفاطمة «من تحرر يجعلهن أكثر قدرة على التصويت دون ضغط في الانتخابات» وإلى سحب جزء من هيمنة «اقتصاد الصدقة، الذى يرى أن من مصلحته أن يظل الفقير فقيراً، تقول فاطمة: «بدأت الحرب، بشكاوى في الدفاع المدنى والتأمينات، لغلق المصنع بالأيام دون تحقيق»، كانت الشكاوى من التيار الإسلامى، كنت أفاجأ بأسماء جيرانى في الشكاوى، وعندما أسألهم لماذا، يردون أنهم لا يعرفون شيئا عن الشكوى لكن جاءنا أحد ممثلى تلك الجمعيات، وطلب أرقام بطاقاتنا، للحصول على عمل". بدأ ترويع العاملات معنا بشكل غير مباشر - تقول فاطمة - من التلويح بحرمان أقربائهن من تلقى الصدقات، وحديث شيوخ المساجد مع الآباء يروجون أنها تسعى لأن تخلع بناتهن الحجاب. الأرض كانت معركة مصير لمن رأوا في فاطمة «الست اللى جاية رايحة ببنطلون، كما كانوا يسمونها» - عدوا. لكن في منتصف 2010، بدأت فاطمة في رفع الراية البيضاء، بعد أن تسبب إغلاق المصنع نتيجة الشكاوى المتلاحقة، إلى خسائر بالجملة، كما تصاعدت حملات نبذها وعائلتها وتهديداتهم، وعندما قررت بيعه لتقليل الخسائر، لم يملك أحد شرائه، سوى من الجمعية الدينية، وعرضوا أسعارا تصل إلى ثلث قيمته ، رفضت في البداية، لكنها اضطرت لبيعه في النهاية، لهم في النهاية «بثمن بخس»، ليحولوه إلى جمعية أهلية.