يمثل الاحتفاء بالفرق بين الرجل والمرأة السبيل الوحيد لتحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين، وكانت هذا هي الرسالة المفعمة بالتحدي التي ألقيت في كلمة تحفيزية مساء أول من أمس في نادي "كابيتال كلوب" في مركز دبي المالي الدولي. وتحت عنوان "التنوع بين الجنسين - انعدام المساواة في المساواة"، قدمت مروى كرورة، مدربة فن الحياة ومؤسس "كي توك" KTalk شرحاً لوجهة نظرها المتعلقة بأفضل السبل لتعزيز المساواة بين الجنسين. وتقول كرورة في معرض تعليقها على ذلك: "سواء كان الأمر متعلقاً بالطبيعة أو الرعاية، ستصل الفتيات والفتيان إلى مرحلة البلوغ بمرور الوقت، وتكون تجارب حياتهم وتوقعاتهم مختلفة في طرق معينة تبعاً لنوع الجنس. يشترك الرجال والنساء في العديد من الخبرات والتوقعات ذاتها بحكم الطبيعة البشرية، لكن يكون كل واحد منا فريداً تماماً عن غيره في حال الاعتماد على الفوارق الفردية بغض النظر عن جنس الإنسان. وتعمل كافة هذه الخبرات والتوقعات لدى كل شخص في وقت واحد، وتكون الفروق قائمة على المجموعة، على الرغم من التشابه الإنساني والسمات الفردية على مستوى العالم. وهذا ما يؤدي إلى الأفق الإنساني الرائع والمتضارب في بعض الأحيان، ويتعيّن على الرجال والنساء إدراكه تماماً". وتتمثل أهمية رسالة كرورة في أن التفاعل بين الرجل والمرأة يؤدي إلى إظهار الاختلافات بين الجنسين، لكنه قد يخلق في بعض الأحيان حالة من سوء الفهم يمكن تجنبها، وتقصد بذلك أن أنماط الاتصالات العادية وسوء الفهم خلال التجارب الحياتية بين النساء والرجال بسبب التفاعل الودي لا تكون ناجمة عن نوايا سيئة. ويتعين على كلا الجنسين أن يكون مدركاً لاحتمالات سوء الفهم في الأفعال وردود الفعل، وكذلك تلك الحالات التي قد تظهر في بيئات العمل. وتضيف:"تظهر الاختلافات القائمة على الجنس في ممارساتنا اليومية. وتعزى بعض السلوكيات إلى طبيعتها الفطرية بأنها "مؤنثة" أو "ذكورية"، أو تنسب إلى تصرفات النساء أو الرجال. وتعتبر هذه التسميات طريقة لاختزال وصف الخصائص أكثر من احتمال وجودها بين أفراد هذا الجنس أو ذاك، وينبغي ألا يتم تفسيره على أنه إنكار للفروق الفردية". ومن بين الحلول التي تقترحها كرورة إدخال البعد السلس لنوع الجنس، وهو على حد وصفها المدى أكثر اتساعاً ومرونة للتعبير عن جنس بعينه، وما له من اهتمامات وما تصدر عنه من سلوكيات قد تتغير من يوم لآخر. وتقول أيضاً إن البعد الإنساني المرن للنوع لن يكون محصوراً بمعوقات تؤدي إلى تقييد التوقعات النمطية للأدوار المتوقعة من الذكور أو الإناث. وبعبارة أخرى، ينبغي أن تحظى الاختلافات والتباين باحترام كبير من قبل الشخص ذاته، ومن ثم من قبل المجتمع المحيط بنا. وتقول أيضاً: "إن فرض المساواة من دون تقدير الاختلافات بين الجنسين تمثل محاولة لسرقة الصفات الفطرية من الرجال والنساء، في حين تعمل أحكام المساواة والإدانة لتحييد مثل هذه الاختلافات إلى إحداث تشويه للقدرات الحقيقية للدور الأساسي الذي يجب القيام به من قبل أي من الجنسين، الأمر الذي يسبب اختلالاً هائلاً في التوازن الإنساني".