استمتعت بقضاء عطلة عيد الأضحى المبارك هذا العام برفقة مجموعة فنادق "جميرا"، وبالتحديد فندق جميرا فرانكفورت في ألمانيا، حيث تمت دعوتي بالإضافة إلى بعض الصحفيين من مختلف الدول العربية لقضاء الإجازة هناك، للتعرف أكثر على الفندق ومرافقه، والاستمتاع باستكشاف مدينة "فرانكفورت" وخباياها الجميلة!

بدأت رحلتنا من مطارات دبي والكويت وبيروت والرياض مع طيران لوفتهانزا واستغرقت مدة 3 ساعات للبعض و6 ساعات للبعض الآخر ولكن لم يشعر معظمنا بالوقت أو التعب بفضل المقاعد المريحة لدرجة رجال الأعمال في طيران لوفتهانزا والتي تتحول إلى سرير كامل! البعض فضل النوم والبعض الآخر استمتع بمشاهدة أحدث الأفلام السينمائية على برامج الترفيه المتوفرة على متن الطائرة.

بعد الوصول إلى مطار فرانكفورت الكبير توجهنا إلى الفندق حيث التم شمل المجموعة في فندق "جميرا فرانكفورت" الذي يتمتع بموقعه المركزي في وسط المدينة وبالقرب من جميع شوارع التسوق والمناطق السياحية الشهيرة في فرانكفورت. استلمنا الغرف، وكنت قد حصلت على غرفة في الطابق الثامن (رقم 812 بالتحديد)، والتي تميزت بالمنظر الجميل والذي يطل على قلب مدينة "فرانكفورت"، وأكثر ما جذبني في الغرفة هو إمكانية إتمام كل شيء باستخدام التكنولوجيا، من إشعال وإطفاء الأضواء، طلب خدمة توضيب الغُرف، وحتى إسدال الستائر!

بدأنا يومنا الأول بجولة سياحية مشياً على الأقدام في شوارع "فرانكفورت" بتنسيق من هيئة السياحة للمدينة التي خصصت دليلاً سياحياً لمرافقتنا وتعريفنا على الوجه الآخر لمدينة الأعمال الهادئة والتي تروي بهدوئها حكايات عدة لتاريخها الغني بالفنون والثقافة، ومن أبرز ما زرناه:

-      المنطقة المحيطة بالفندق التي تجمع بين مزيج من المباني الحديثة كبرج جميرا فرانكفورت المقابل لمبنى قصر "ثورن أوند تاكسيس" الذي يعود لعائلة ألمانية عريقة كانت تملك بريد فرانكفورت في القرن الثامن عشر الذي تم تجديده بالكامل وتحويله اليوم لمعلم ترفيهي يضم مطعماً راقياً وصالة للأفراح تحت الأرض.

-      شارع "زايل" (Zeil): أكبر الشوارع التجارية في أوروبا، تنتشر على امتدادها العديد من المحلات والمتاجر والمطاعم وعلى بعد أمتار قليلة من الفندق.

-      بوابة وبرج "إيشنهايم" (Eschenheimer Turm) آخر بوابة في سور المدينة.

-      شارع "غوته": (Goethe Str ) والمنزل الذي عاش فيه الفيلسوف الألماني "غوته" أثناء طفولته.

-      مررنا بجانب متحف "شتيدل" والمشهور بمجموعة أعمال لفنانين من ألمانيا وهولندا، والتي تعود إلى فترة ما قبل عصر النهضة. يضم هذا المجمع متحفا للبريد، ومتاحف للفنون التزيينية، وأخرى لعلم الأجناس والسينما. ومتحف الفنون الحديثة والجدير ذكره أن عطلة المتاحف في فرانكفورت تصادف يوم الاثنين.

-      كما زرنا وسط المدينة القديم الذي يدعى "رومر بيرغ" (R?mer) هو أشهر معالم المدينة، به العديد من الأبنية القديمة التي لم ما زالت قائمة، حيث البيوت التقليدية، كانت ولمدة خمسة قرون تستعمل كمقر للمجلس البلدي المحلي في فرانكفورت. وتستضيف ساحة رومر عروض حية لعازفين موهوبين وأشخاص يتنكرون بأزياء تلفت انتباه المارة وتستوقفهم لصور تذكارية.

-      كاتدرائية "دوم" الأثرية من أهم الأبنية الدينية الموجدة بالمدينة. كان يجتمع فيها الأمراء من أنحاء البلاد الألمانية ويقومون بانتخاب إمبراطور جديد من بينهم، ثم ومنذ 1562 م أصبحت المكان التي تتم مراسيم تتويج الاباطرة الجرمانيون.

-      كنيسة القديس "بولص": يعتبر بناءها حديث نسبيا، احتضنت عام 1848 م أول برلمان ألماني موحد

-      الأوبرا القديمة: يعود تاريخها إلى سنة 1880 م، تم إعادة بناءها بعد الحرب العالمية الثانية.

-      ومن ثم وصلنا إلى نهر الماين وجسر الحديد "إيسرن ستيغ" الذي يعرف بجسر الحب حيث علقت عليه أقفال الحب التي ترمز إلى أبدية العلاقة بين حبيبين أو زوجين يوثقان علاقتها من خلال قفل حفرت عليه أسماءهم معلق على الجدار الحديدي للجسر ومفتاحه مرمي في مياه النهر!

وتزهو فرانكفورت كذلك بحزام أخضر من الحدائق والبرك المائية، حيث زرنا في طريقنا حديقة "بيثمان" الرائعة واسترحنا بين الزهور وظلال الأشجار واستمعنا إلى العديد من القصص التاريخية مروراً بالحديقة الصينية ودكتور الزهور إلى الحي المجاور حيث تباع المنتجات العضوية من اللحوم والأجبان والخضار والفواكه وحتى الملابس.

إضافة إلى كونها عاصمة للفن الحديث والمعاصر حيث كنا نجد العديد من صالات العرض في مداخل المباني وأزقة الطرقات مخبئة مجموعة من الأعمال الفنية التي تبهر زائريها حالما يدخلونها، اكتشفنا أيضاً أن فرانكفورت هي مدينة الشاي وزرنا إحدى العلامات التجارية الشهيرة في تصنيع الشاي "رونيفيلد" في مركز تسوق "ماي زايل" المتاخم لفندق جميرا فرانكفورت وتعرفنا على أنواع الشاي المختلفة ونكهاتها المتنوعة وأماكن زراعتها. وأثناء المسير لاحظنا الاهتمام المتزايد بالشاي حيث توفر المقاهي صالات وجلسات خاصة لشاي العصرونية ولاحظنا انتشار علامة كوزمي للشاي "Kusmi".

ويجب ألا أنسى أن أذكر وجبة الغداء المميزة التي كانت باستضافة هيئة السياحة لمدينة فرانكفورت ومذاق السمك المشوي مع السبانخ اللذيذة وشوربة الجزر مع الزنجبيل، كذلك الآيس كريم الطبيعي ونكهاته المميزة.

ومسك الختام كان في جميرا فرانكفورت مع علاج في "تاليس سبا" أعطانا جرعة من النشاط والحيوية لينتهى يومنا في عشاء مميز في المطعم اللبناني (الريان) الموجود في مركز التسوق المجاور وله مدخل مباشر من الفندق نفسه!

اليوم الثاني في فرانكفورت

بدأنا يومنا الثاني في الانتقال من الفندق إلى المقر الرئيسي لشركة لوفتهانزا، حيث المبنى الضخم المتاخم للمطار والذي يتميز بتصميمه العصري الذي يتمتع بالشفافية التامة التي لمسناها ليس فقط بتصميم المبنى بل أيضاً في طريقة وأسلوب التعامل الذي تنتهجه شركة الطيران في استراتيجية عملها، حيث تجولنا في أنحاء المكاتب وتعرفنا على خطط الشركة المستقبلية وصفقاتها الجديدة وشبكة خطوطها في الشرق الأوسط والعالم. كما تمكنا من الاطلاع على مركز التدريب الخاص بالطيارين ومضيفي الطيران وقمنا بتجريب جهاز محاكاة الطيران الممتع الذي يستخدم تقنية متطورة تحاكي وضعيات الطائرة المختلفة والأجواء المحيطة بطريقة أقرب إلى الحقيقة والواقع.

وانتهى يومنا في جولة في أنحاء الفندق وعشاء في "مطعم ماكس أون ون" الذي يوفر لحوم حلال مذبوحة بالطريقة الإسلامية، بعد أن قضى معظمنا فترة بعد الظهر في التسوق في محلات شارع زايل الراقية!

اليوم الثالث في مدينة "راينغاو" بالقرب من فرانكفورت

أما في يومنا الثالث انطلقنا من مدينة فرانكفورت في رحلة عبر القطار استغرقت حوالي 40 دقيقة وبدأنا يومنا بجولة سياحية لمشاهدة معالم منطقة "راينغاو" في ولاية هسن الألمانية، حيث بدأنا بزيارة الدير الشهير "إيبرباخ" ومن ثم انتقلنا في جولتنا إلى مدينة "رودسهايم" بواسطة التلفريك إلى النصب التذكاري "نيدرفال دينكمال"، ونزهة رومانسية قصيرة (أكثر ما تناسب العائلات) عبر الغابة مروراً بالعديد من المناظر والإطلالات المذهلة على نهر الراين وكروم العنب، ورحلة بواسطة مصعد المقاعد إلى "اسمنسهاوزن" وعودة بالقارب إلى مدينة رودسهايم حيث وجدنا الزوايا الشاعرية والمريحة في البلدة القديمة، التي تتميز بقلاعها وقصور العصور الوسطى والمنازل الفخمة النصف خشبية. وزرنا في جولتنا أحد أشهر معامل عصير العنب التي تصدر منتجاتها خصيصاً للعالم العربي والإسلامي. ومن أبرز معالم المدينة زقاق "دروسل غاسه" المشهور عالمياً، ففي هذا الشارع يصطف العديد من المطاعم والمقاهي بجانب بعضه البعض، وتقدم الباحات الداخلية الواسعة حفلات موسيقى ورقص بشكل يومي. كما تقدم متاحف "رودسهايم" أيضاً اكتشافات مثيرة. ومن أبرز هذه المتاحف نذكر متحف الموسيقى "زيغفريدس ميشانيشز موزيك كابينت"، الذي يضم مجموعة فريدة من الآلات الموسيقية الذاتية العزف، حيث تجد فيه العديد من الآلات التي تعود إلى قرون عدة. وخلال جولتنا الساحرة توقفنا لتناول وجبة الغداء والعشاء في مطاعم تقليدية حيث تذوقنا الأطعمة المحلية اللذيذة من السمك النهري إلى الخضار الموسمية الطازجة. وانتهى يومنا بالعودة إلى جميرا فرانكفورت.

وانتهت رحلتنا الشيقة بصعود طائرة "لوفتهانزا" آخر محطات عالم الضيافة الألماني والمتوجهة من مدينة فرانكفورت الألمانية إلى المدن الأربعة المذكورة أعلاه (كويت، بيروت، جدة ودبي)، على نغم الكلمات الألمانية التي ألفناها والتي يرددها قائد الطائرة للترحيب بالمسافرين، بينما يقدم طاقم الطائرة المستوى العالي من الخدمات والعناية، وقد استمتعنا بوجبة ساخنة لذيذة وشاهدنا أفلاماً عربية وعالمية ممتعة.