أعزائي القراء مسألة اليوم هي صراحة أعجبتني من زوج اعترف بعيبه ومشكلته ليجد لها حلا. فليس العيب أن يخطيء المرء، ولكن العيب كل العيب أن يتمادي في خطئه، ويكون ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وقد يتعجب بعض القراء لكلمة الزوج : زوجتي جميلة ومع ذلك أدمن النظر للنساء.. وليس الأمر عجيبا إذا ما تذكرنا بأن من فتن الدنيا هو قضية " لتزيين" أي تزيين الحرام وتجميل القبيح وهي المهمة الأولى لإبليس وذريته وصدق الله إذ يقول جل وعلا: ( زين للناس حب الشهوات من النساء ...) وأترك الزوج خالد يحكي لنا مشكلته. يقول خالد : تزوجت من عشر سنوات واخترت زوجة جميلة جدا فهى شامية والكل يعرف جمال الشوام، والكل يشهد لها بذلك وما قصرت معي في زينة ولا دلع ولا نظافة وكلها أنوثة طاغية يتمناها أي رجل.ولا أنكر أنني معها أشعر بالحب والسعادة، خاصة أثناء اللقاء الحميمي. وليست المشكلة فيها هي بل المشكلة في أنا فما أن تترك زوجتي البيت لتزور والدتها أو إحدى صديقاتها إلا وأغلق على نفسي باب الحجرة لأشاهد الأفلام الخليعة، وبعدها بساعة أو أقل أندم وأتساءل لماذا أفعل ذلك؟ مع العلم أنني رجل محافظ على صلاتي، ولا أدخل حراما على بيتي ولا أفكر مطلقا أن أزني. فأكبر ذنوبي مشاهدة الصور العارية، ثم النظر بشهوة شديدة للنساء في الأسواق وفي الشارع وفي العمل. أضعف جدا أمام المرأة والفتاة الجميلة تهزني العيون الجذابة، وأتحسس بعيني كل جزء من جسد المرأة وكأني لست متزوجا، وكأني ما رأيت نساء من قبل ثم أعود بعدها فأندم وأبكي وأصلي وأذهب أضع كل طاقتي ورغباتي في أحضان زوجتي. وأنا منذ سن الخامسة عشر وأنا في هذا الصراع. نفسي يأتي يوم ما أتأثر بواحدة وأفقد الإحساس بأي امرأة لأني فعلا خايف من ربنا يعاقبني بحرماني من طاقتي الجنسية، بحرماني من النظر من النعمة المهم إني خايف جدا فهل مرت عليك مشكلة كذه المشكلة يا سيدي ؟ وهل عنك من حل لها ؟ الجواب : واضح من سرد المشكلة أنها بدأت معك من سن مبكر فقد كانت لك علاقات عاطفية تطورت رغم صغر سنك أليس كذلك ؟ قال خالد : نعم كنت أحب بنت الجيران من سن 10 سنوات وأقبلها وأحتصنها حتى صار سني 15 سنة ولدي أكثر من 6 أو 7 علاقات ووقتها كنت أصلي بالمسجد لكني لم أتخلص من مراهقتي بعد حتى اليوم وحبي للنساء . قلت : الحقيقة ليس الحل في أنك تفقد الإحساس أو تمحى منك الرغبة في النساء، وإلا ستهجر زوجتك ولن تحس بوجودها . ولكن العبرة يا خالد والقوة الحقيقية أن تكون مفعم الحس والطاقة ولكنك تتحكم فيها وتوظفها توظيفا صحيحا وإليك بعض الخطوات الهامة لربما تساعدك في التخلص من داء عشق النساء : 1-اجتهد آلا تجلس بمفردك ولا تسافر وحدك فهذا من السنة النبوية أيضا ولمنع بعض المداخل الشيطانية أن تأتيك وأنت وحدك حتى قضاء طلبات بيتك بالأسواق خذ زوجتك معك . 2-أشغل نفسك بالأعمال المفيدة ولا تجعل لنفسك حظا من وقتك ولا فراغا يتسلط به الشيطان عليك فالنفس كالكوب إن لم تملأها ماء امتلأت هواء وهوى وإن لم تشغلها بالطاعة شغلتك هي بالمعصية . 3-صاحب بعض الطائعين من أصحاب القلوب النقية الرقيقة مع الله وستجدهم وقلدهم في عفتهم وطهرهم فهم سيذكروك بالله ويعينوك على تخطي هذا المرض القاتل. 4-غض البصر متذكرا بأنك لو نظرت لنساء غيرك فسينظر غيرك لزوجتك (عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم ) وتذكر بأن الزنى أنواع ومنه زنى العين وهو النظر . 5-تذكر ثواب من منع نفسه من الحرام فسيعقد لك في كل مرة تغض فيها طرفك عقد زواج على واحدة من الحور العين اللاتي هن أجمل ملايين المرات من نساء الدنيا . 6-تذكر أن النظر سيدفعك للشهوة والشهوة ستدفعك للفعل وأنت بشر ضعيف فربما وقعت في الحرام والزنى وما عند هؤلاء من جمال عند زوجتك مثله فلا تسمح لإبليس يزين لك غيرها وصدقني كلما ابتعدت عن النظر للنساء جعل الله زوجتك هي أجمل امرأة في عينك وجعلك أجمل رجل في عينها فالجزاء من جنس العمل . 7-أخيرا تذكر من أصدقائك وأقاربك أزواجا حرموا من نعمة القوة الجنسية بسبب مرض أو كبر سن أو ذنب وقعوا فيه ومن الرجال من أصيب بالإيدز بسبب تطلعه للحرام واحمد الله على تلك النعمة وقل هذا الدعاء دوما بصلاتك ( اللهم احفظ علينا قوتنا أبدا ما أبقيتنا واجعله الوارث منا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) ثم تذكر قول الحبيب وهو يصف جزاء غض البصر (من غض بصره عن مفاتن امرأة أورثه الله إيمانا في قلبه يجد حلاوته إلى يوم القيامة).