البدايات تحمل دوماً الكثير من الرتابة والتأنق، ومحاولة إعطاء انطباع بالمثالية والكمال. حين يعتاد الشخص على المكان، تبدأ الشخصية بالظهور على حقيقتها بعدما حاول البعض جاهداً إخفاءها. وهناك بعض آخر يسير على «ريتم» معين الى أن يعتقد أنّه معشوق الفتيات، وخصوصاً إذا كان كبيراً في السن. في هذا الحالة، لا بد من أن يأتي يوم وينهار أمام هذا الكم الهائل من الإعجاب. هذا ما يحصل اليوم في «أرابز غوت تالينت» (للعرب مواهب) حين نشاهد أفلام «عليان» مع «العميد المتقاعد العاشق». لم يعد البرنامج يعتمد على المواهب بقدر اعتماده على ما قاله العميد للست نجوى كرم، وما كانت تعابير وجه ناصر القصبي عندما شاهد مواهبه. لست في صدد الحديث عن المواهب لأنني لم أر مواهب في البرنامج سوى موهبة أعضاء لجنة التحكيم، فالكاميرات مسلطة عليهم. ابتسامة العميد (علي جابر)، تسريحة نجوى، وتعابير وجه ناصر القصبي ونظارات أحمد حلمي. ناصر القصبي أو كما أحب أن أسمّيه «عليان الدراما السعودية» خرج بتصريح في إحدى الصحف مفاده أنّه ضد الشراكة في الدراما العربية. أنا أتفق معه، لكن فقط عندما تكون الشراكة غير متكافئة، كجمع القصبي مثلاً مع فنان بحجم عبد الحسين عبد الرضا، هو الذي لم يخرج من عباءة «عليان»، ولن يخرج منها أبداً. عليان تكرر في كل محطات حياته الى أن وصل الى  «أرابز غوت تالينت» وهو ما زال متمسكاً بهذه الشخصية التي مللنا منها. القصبي ليس «كوميدياناً» بقدر ما يجسد حالته التي يعيشها وشخصيته الحقيقية. سمّوا لي مشهداً واحداً للقصبي نجح فيه من دون هذه الشخصية. ومن يقول بأنّه نجح بشخصية فؤاد، أردّ بأنّها شخصية عليان نفسها لكن بلهجة حجازية. إذاً، اختلفت الطرق والقصد واحد. لكن إحقاقاً للحق، فموهبته في الرقص نافست بعض المواهب التي مرت على البرنامج. عندما شاهدت المراهق الخمسيني يتمايل على مسرح البرنامج مع الممثلة الهندية كارينا كابور، كدت أقول بأنّ  «عليان» ظلم في السعودية، وكان عليه شدّ الرحال إلى بوليوود فربما وجد ضالته في الرقص. وهنا أرفع القبعة احتراماً للعميد المتقاعد العاشق علي جابر. عندما شاهد القصبي يرقص، لم يتركه وحده بل تمايل معه. وهذا ما يميز لجنة «أرابز غوت تالينت» عن باقي برامج المواهب. إنّهم دوماً متكاتفون، لكن جابر نسى أو تناسى أنّ طلابه يشاهدونه وأنّه مدير أكبر مؤسسة إعلامية في الوطن العربي هي mbc. عندما يدب العشق في قلب شخص، ينسى نفسه ويعتقد أنّه لا يرى سوى معشوقته. كيف لطلابه والموظفين تحت إدارته أن يأخذوا منه علماً أو توجيهاً وهو يخرج بهذه الطريقه المعيبة؟ الثقل صنعة والعقل نعمة.