كثيراً ما تتسائل مراجعات عيادات التجميل عن المادة  المالئة (الفيلر)  والتي لا تذوب وتبقى محافظة على صفاتها الفيزيائية والكيميائية والتي تثبت في الجسم.

كما يعرف فإن المادة المالئة تتميز بأنها لا تتغير بمرور الزمن و لا تسبب التهابات أو مضاعفات جانبية وذلك ناجم عن التكلفة العالية، ولكن يجب أنَ تعلمي سيدتي أنَ المواد المالئة المؤقتة هي معظمها مصنوعة حيوياً من مادة الهيالورونيك أسيد، وهي مادة عضوية تشبه تماما الهيالورونيك أسيد الموجود في أدمة الجلد عند الإنسان فيقوم الجسم بتفكيك هذه المادة تدريجياً خلال أشهر من حقنها.

ولكن الحقيقة أنَ الباحثون يحاولون منذ سنين طويلة الحصول على فيلر دائم  ثابت في الجسم  لا يذوب، ولا يسبب مضاعفات ولا تتغير صفاته الفيزيائية لكنهم فشلوا حتى الأن بإيجاده.

"أنا زهرة" التقت الدكتور عصام كيالي استشاري جراحة التجميل وزراعة الشعر بمستشفى أوباجي  بمدينة الرياض، ليوضح لنا أصناف الفلير.

ما هي أصناف الفيلر الحالية موجودة في المراكز والأسواق؟

فيلر دائم مصنوع من مواد غير معروفه طبياً  يقال أنها تشبه الفازلين أو الزيوت النباتية  تقوم  بعض السيدات الغير متخصصات واللواتي لا يحملن شهادات طبية بحقنه في المنازل للزبونات، وبشكل سري و بأسعار رخيصة جداً مقارنة مع الفيلر الطبي المصرح به (الهيالورونيك أسيد والرادييس) وقد تم القبض على بعضهن من قبل الجهات المعنية.

هل يوجد مضاعفات جانبية عند الحقن بالفيلر الدائم؟

المنطقة المحقونة بهذا الفيلر المغشوش تصبح سوداء اللون، إضافة لانتفاخ وقساوة حجرية وبعد أشهر من حقن المادة تلاحظ المرأة أن المادة تتحرك لتنتشر من منطقة الحقن إلى مناطق مجاورة، وأحيانا بعيدة عن منطقة الحقن، وللأسف تفشل محاولة الأطباء لحل هذه المشكلة، بسبب اندماج المادة مع أنسجة الجسم فيصعب خروج المادة، وتصبح صلبة مع تشويه بشكل يشبه الجلد المحروق فوقها وربما تسبب التهابات.

هل يوجد علاج لهذه المشكلة؟

لا يوجد حتى الآن علاج واضح لهذه الحالة المستعصية، وغالبا ما يتم الاعتذار عن علاج هذه الحالات في معظم المراكز لينتهي الأمر بالسيدات إلى المستشفيات الحكومية  بالقيام بعملية استئصال كامل للجلد والأنسجة المختلطة بالمادة مما يسبب تشوهات كبيرة.

حدثينا قليلاً عن الفلير الطبي؟

الفيلر الطبي الدائم، وأشهر أنواعه  مادة الأرجيفورم أو البيوأكريلاميد، وهي مادة معروفة عالمياً  تحمل ميزات تجميلية رائعة عند حقنها، وهي مادة أرخص ثمنا من مادة الهيالورونيك أسيد و تبقى ثابتة في الجسم مدة متفاوتة تقارب الخمس سنوات، وبعدها تبدأ صفاتها الفيزيائية بالتغير حيث تصبح متحركة تحت الجلد وتهبط من منطقة الخدود إلى المنطقة حول الفم وأسفل الوجه، لتسبب تعرجات وتشويه في شكل الوجه، وإذا لم يتم سحب هذه المادة في تلك المرحلة  فقد يتغير لون الجلد إلى الأسود، و التصبغات إضافة إلى إمكانية حصول االتهابات والتورمات، وعندها لا بد من مراجعة أحد جراحي التجميل لإخراج المادة، وغالبا ما يصل الالتهاب إلى المادة بعد علاج أحد الأضراس الملتهبة أو محاولة حقن فيلر من نوع أخر فوق الفيلر الدائم.

دكتور عصام ما هي نصيحتك لقارئات "أنا زهرة"؟

سيدتي  بسبب ما سبق فقد توقفت معظم المراكز الطبية عن استعمال هذه المادة، كما أنني لا أنصح أبدا باستخدام الفيلر الدائم، حتى لو كان من قبل أطباء أو في مراكز طبية معتمدة وعلى الراغبات بالتعبئة بالفيلر اللجوء إلى الفيلر المؤقت و ليس الدائم،  وفي حال الرغبة في الحصول على نتائج دائمة،  فيجب حقن الدهون الذاتية  لأنها آمنة جداً، ونادرا ما تسبب التهابات أو مضاعفات كما أنها ذاتية من نفس الجسم فلا يوجد لها رفض مناعي، وهي رخيصة الثمن  وفيرة الحجم، وأتوقع أنه في المستقبل القريب ستحل الدهون الذاتية مكان معظم أنواع الفيلر الصنعي.