مسألة اليوم تعددت فيها جوانب الاساءة من طرف الرجل للمرأة ولم يقتصر الأمر على طلاقه . بل ظل يراقبها إما بالانتظار أمام سكن الحضانة ليراها متى ترجع ومع من ترجع? وأحيانا يراقبها بسؤال الأبناء عنها ماذا تفعل ؟ مع من تتكلم بالتليفون ؟ من زاركم ؟ من زرتم؟ حتى وصل الأمر أن دخل البيت في أوقات تواجدها بعملها ليفتش في أغراضها لعله يجد دليلا مع الأسف ليسقط به حضانتها عن الأولاد فتسقط عنه نفقتهم بضم الحضانة إليه . هذه مجمل شكوى السيدة ( فريال) التي قالت بأنها بدأت تتعرض لأمراض نفسية فوالد أبنائها الثلاثة لم يكتف بظلمها بالطلاق لأنه أراد الزواج بأخرى فرضفضت فطلقها لا بل إنه اشتاط غيظا عندما أنصفتها المحكمة بأن حكمت عليه بتوفير سكن ودفع نفقة شهرية ومصاريف المواصلات وتوفير خادمة ومصاريف الدراسة. فماذا يصنع الأب الهمام ظل منذ عامين يتسلل لمراقبة الحاضنة وهي تكد وتعمل لتكمل مصاريف الأبناء ومصاريفها الشخصية، لكنه لم يتركها في حالها وهذا حال الكثيرين اليوم ممن ماتت ضمائرهم من أباء لا يقدرون معنى حرمان أطفال من أمهم ولا يقدرون الضرر النفسي الذي يقع على الأبناء حين يسألهم الأب عن خصوصيات والدتهم فيضطر الأولاد لقول الحقيقة، فيوقعون أمهم بحرج مع الطرف الثاني لكونه يستغل تلك الأخبار في محاسبتها والتضييق عليها واتهامها بالتقصير. تقول السيدة (فريال) : في يوم من الأيام اضطررت للخروج لعملي وترك الأولاد بمفرهم لحين أخذ إذن من عملي ثم أعود وكانت الشغالة بإجازة ثانوية. فإذا بالأب يتصل بابننا الكبير عمره 10 سنوات فسأله عني فأخبره أني لست بالبيت و أننا لم نذهب للمدرسة فجاء الأب وأبلغ الشرطة وأحضرهم للبيت ليروا وجود الأولاد وحدهم. ولكن الله سلم أنني كنت وصلت من للبيت قبل حضور الشرطة وانظر لبشاعة الفعل وتخيل كيف الوضع النفسي للأولاد وأبوهم قد أحضر الشرطة لمنزلهم. وهكذا حياتي معه بعد الطلاق مراقبة تهديد ترويع للأبناء تعليمهم الكذب حتى أصيبت ابنتنا الوسطى 8 سنوات بتبول لا إرادي لأنها تخاف تحكي له وفي نفس الوقت تخاف يضربها إذا ما حكت له أين وماذا تفعل ماما. ماذا تفعل سيدي لو كنت مكاني ؟ لو أعطيته الأولاد سيضيعون وتربيهم زوجة أبيهم ولو تركته سيتمادى ولو شكوت عليه لا أحب أن يقول أبنائي في يوم من الأيام أن أمنا شكت على والدنا. الحل: لقد تلخص الحل بأن جئنا بالأب الفاضل وشددنا عليه بالنصح تارة وبتهديده تارة أنك إن دخلت البيت حال عدم وجودها ستتعرض لمساءلة قانونية، وليس ذلك من حقك وهذا الدخول قد يسبب للأم سمعة لأنها مطلقتك وأنه لا ذنب للأبناء في هذا الذي تفعله واستطعنا تخفيض 20 % من النفقة برضا الحاضنة مقابل أن يرفع الأب عنها هذا البلاء. فوافق واستقرت الأمور وقالها كلمة بأخر الجلسة: والله أنا أعرف أنها ما تقصر في أولادي وليس من العدل أن أحرمهم منها فهي الأم وأنا متزوج بأخرى. ولكن الشيطان سول لي ذلك حبا في المال ولكن ما فائدة المال إن ضاع أولادي واعتذر لها وتعهد بألا يضايقها وأن يكون له عونا؟ فما كان من المرأة الحكيمة إلا أنها تنازلت عن حقها في أجرة الخادمة والحاضنة وقالت له أنت أبو عيالي و أنا ترقيت بعملي وزاد راتبي فأدفع أنا للخادمة ولا أريد أجرة حاضنة. وتراضى الجميع وذكرناهما بقول النبي (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).