لا تنحصرُ أهمية «فن أبوظبي» في الأعمال الفنية المتميزة ذات الجودة المتحفيَّة التي تعرضها 50 صالة عرض فنية عريقة من حول العالم، إذ سيستكشف البرنامج العامّ المرافق له هذا العام السّمة العالمية للفن التي تتخطى مفهوم المكان لتتجاوز الحدود الجغرافية، وذلك من منظور ورؤى أقطاب عالم الفن من فنانين ومبدعين وقيّميين ومقتنيين وأكاديميين ومشرفين على الصالات الفنية المشاركة. ويركز برنامج «فن أبوظبي 2013» على استكشاف الفنانين الجُدد وآفاق الفن الجديد، كما سيقدّم المنظور العابر للحدود لفن الثقافة الشعبية والصورة الوسطية، ويتساءل عن مفهوم قيمته، أسبابه، وسبل تحقيقه، والتحولات التي مرّت بها الحركات الفنية. وسيلمس زوار المعرض ذلك في قسم «آفاق» الذي يحتضن الأعمال الضخمة المجسَّمة التي يبلغ عددها هذا العام 12 عملاً، كما سيلمسونه في قسم « البساطة سرُّ الجمال » الذي يسلط الضوء على الأعمال الفنية المصغرة. ومن أبرز فعاليات البرنامج العام لهذه السنة الجلسة الحوارية التي ستستكشف التقارب، وفي أحيان أخرى العلاقة الوثيقة بين الفن والهندسة المعمارية بمشاركة فنانين ومعماريّين وممثلين عن نخبة من المتاحف العريقة وصالات العرض الفنية المرموقة، منهم: الفنانة المفاهيمية الأمريكية جيني هولتسر؛ والمعماريان الشهيران الفرنسي جان نوفيل (مصمّم متحف اللوفر أبوظبي)؛ وألان سيبان، رئيس مركز بومبيدو للفنون والثقافة في باريس؛ وتادييوس روباك، مؤسّس وصاحب جاليري تادييوس روباك. وسيناقش هؤلاء الدور المؤثر للفن والعِمارة في تحديد الهوية والخصوصية الحضارية للمدن. ومن الفعاليات المرتقبة التي تقام بالتزامن مع فعاليات «فن أبوظبي» 2013 سلسلة «جوجنهايم أبوظبي: حوارات الفنون»، والتي ستتضمن العديد من جلسات النقاش العامة، وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين المعاصرين الرواد الذين ستعرض أعمالهم ضمن مجموعة الأعمال الفنية الدائمة لمتحف جوجنهايم أبوظبي. وستركز الجلسات على الحوار العابر للحدود على المفاهيم الفنية والإبداعية والسردية المختلفة بمشاركة حسن شريف، ومونيكا سوسنوسكا، ويانغ فودونغ، وأنجيلا بولوك، ومروان، وهاينز ماك. كما سيناقش عدد من أصحاب ومدراء الصالات الفنية الإشكالية الثنائية للقيمة والفن، منهم جونسون تشانغ ولورينزو فياسكي ومحمد حافظ وإيزابيل فان إيند. وثمة جلسة عن الدورة الثالثة من سلسلة معارض «تعابير إماراتية» التي تستمر في «منارة السعديات» حتى 18 يناير 2014 بمشاركة عدد من الفنانين الإماراتيين أمثال: عبد القادر الريس، و د. نجاة مكي، وجلال لقمان، وسمية السويدي، ومطر بن لاحج. ويمثل هؤلاء عدَّة أجيال من الفنانين الإماراتيين لكل منهم بصمته وتجربته في الحركة الإبداعية الإماراتية. كما سيتم استكشاف مفهوم المكان والهوية عبر سلسلة من الأفلام في إطار برنامج الأفلام الذي تستضيفها «مؤسسة الشارقة للفنون» وتشرف عليهِا مديرة المؤسسة حور القاسمي بعنوان: "أين هُم العرب؟ بمشاركة أعمال لكلّ من جوانا حاجي توما، وخليل جريج، ورانيا اسطفان، ولمياء جريج، وجايس سلّوم. ويقدم البرنامج تفاعلات فنية مختلفة لعدد من المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المختلفة التي تشهدها المدن العربية في يومنا هذا. وفي هذا الصدد، قال تايرون باستشن، مدير البرامج العامة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "يبرز فن أبوظبي 2013 الممارسات الإبداعية المتدفِّقة عبر الحدود الجغرافية والمتعدّية للحواجز المختلفة، وهذا ما سيلمسه زوار هذه الاحتفالية الإبداعية، سواء في البرنامج العام الموسَّع وجلساته الحوارية، أو ضمن سلسلة الأفلام أو الأعمال التي ستعرضها خمسون صالة فنية مشاركة من مختلف أنحاء العالم". ومن جانبها، قالت ريم المنصوري، من قسم البرامج العامة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة:: "بدلاً من التمييز بين فنون بلد وآخر، أو مدرسة إبداعية وأخرى، سيزيل فن أبوظبي 2013 الحدود الضبابية التي تحجب الرؤى العالمية للفن والإبداع، وهذا بإيجاز هو محور نسخة هذا العام من فن أبوظبي". يُذكر أن 91 بالمئة من الصالات الفنية العالمية التي شاركت بالدورة السابقة أكدت مشاركتها هذا العام، وكان مفهوم "تجاوز الحدود" أحد المفاهيم التي أثارتها الدورة الماضية لارتباطها الوثيق بالحركة وتبادل الأفكار عبر الحدود.