تلك هي حال النساء منذ تدشين مواقع التواصل الاجتماعي. كل عام، نسمع صرخة من بعيد تطالب بقيادة المرأة السيارة وما زالت هذه المطالبة مستمرة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.   تبدأ الحملة منظمةً في كل عام، لكن بعد فتره تخرج أصوات تتاجر بهذه القضية وتجهضها. لكنّ "حملة 26 أكتوبر" طرأ عليها تغيير خطير هو أنّ الأصوات الرافضة والمؤيدة أتت من خارج السعودية، فأنا مع الإعلاميات والفنانات السعوديات أن يبدين رأيهن سواء سلباً أم إيجاباً، فهذا حق مشروع لهن، ولكن أن تخرج أصوات تؤيّد سواء بأغنية أو أخرى تعارض سواء بتغريدة، وهي ليست سعودية، فهذا ما يثير فضولي لمعرفة سبب هذا الحماس. أنا لا أتكلم من باب العنصرية، لكنّ هذا الموضوع شأن خاص بالنساء السعوديات. وأعارض تدخّل الرجال فيه، فقضايا النساء يتصدرها رجال دائماً، وهو ما جعلهن مهمشات في المجتمعات العربية. لن يحلّ قضية المرأة سوى المرأة. قبل فترة، أطلقت الفنانة شمس أغنية تدعم قيادة المرأة للسيارة، لكنّ تصريح شمس كان ذكياً، إذ ذكرت أنّها ليست موجّهة للفتاة السعودية، بل لجميع نساء العالم العربي، وهنا أقول إنّها تملصت بطريقة ذكية. أما الفنانة أحلام فكتبت تغريدة قبل أيام مفادها أنّها تعارض قيادة المرأة السعودية للسيارة لأنّها "بلاد الحرمين". وطلبت من معجبيها إطلاق العنان لمخيلتهم، فعندما تقود المرأة السيارة، تحدث كوارث بحسب أحلام. وذكرت أنّها لا تعني الفتاة السعودية، إنما تتحدّث بشكل عام. أتعجّب كثيراً من ذلك. ربما تكون نية أحلام صادقة، لكن خانها التعبير عندما قالت: "سوف تحدث كوارث" كأنّها تتهم الشعب السعودي بالرجعية أو أنّه لا يتقبل التغيير، كأنّنا ما زلنا نعيش في خيم في الصحراء نرفض كل ما هو جديد. هي لا تعلم أنّنا شعب منفتح ويفترض عليها أن تعلم أنّنا في دول الخليج نجتمع بالعادات والتقاليد والدين الواحد، ولا يوجد فرق بين الشعب السعودي وجميع شعوب دول الخليج، والنساء يقدن في جميع دول الخليج، ولم تحدث كوارث كما ذكرت! وأطلقت ناشطات هاشتاغ على تويتر #احلام_تعارض_قيادتنا_للسيارة" بيّن مدى الاستنكار من سيدات في المجتمع السعودي لتدخّل أحلام وغيرها في الشأن الداخلي، ولم يكن الرد فقط من السعوديين بل تدخّل مغرّدون كثر من دولة الإمارات وكتبوا لأحلام بأنّه شأن داخلي سعودي، ولا يجب عليك أن تتدخلي. أتمنى من أحلام وكل المشاهير عدم إقحام أنفسهم في هذا الشأن وحتى على الرجال في السعودية لأنهّا قضية نسائية سعودية بحت. لا يوجد قانون في السعودية يعارض قيادة المرأة للسيارة وليس هناك أي نصّ شرعي يحرّم ذلك، والقضية تتعلّق بتقبّل المجتمع للفكرة، ومَن كان يعارض قيادة المرأة للسيارة، أصبح معها الآن بسبب تدخّل أحلام.