لا شك أن تبادل الحديث على العشاء بعد نهار طويل، هو أحد اللحظات الحميمة في الحياة العائلية والزوجية، ولكن ألا ترغبين أحيانا أن تستمعي بالصمت فقط والهدوء، وأن تتناولي طعامك من دون أي طلبات أو حديث عن المدرسة والعمل و ...و ..و! إنها فكرة لا بأس بها من وقت لوقت، وإلى حين تطبق في مطاعمنا المحلية تعالي نتعرف على التجربة النيويوركية! "هدوء سيتم تقديم العشاء لك" هذا هو نص الرسالة التي تلقاها زبائن Eat أحد المطاعم النيويوركية الصغيرة والحميمة فهو يتسع لخمسة وعشرين شخصا فقط، ويقع في حي Greenpoint المزدحم دائما. وكان نيكولاس نومان صاحب المطعم الشاب قد استوحى الفكرة بعد أن قضى وقتا في الهند، وخلال رحلته شاهد الرهبان البوذيين يتناولون طعامهم من دون قول كلمة واحدة. وبدأت المبادرة التي تشترط على زبائن Eat في بعض الامسيات عشاء صامتا بالكامل، قبل شهر، وقد وجدت سريعا جمهورا واسعا متعطشا للهدوء في مدينة يصل فيها مستوى الضجيج في المطاعم الى حد المعاناة احيانا وهو موضع شكاوى منتظمة. ونظرا للإقبال على الفكرة بات ينبغي حجز طاولة مسبقا قبل ايام من اجل تناول الطعام بصمت ليلة الجمعة أو الاحد مساء. عن هذه التجربة، قال نومان لوكالة فرانس برس "اريد ان اوفر امكانية للناس ليستمتعوا بالاكل مع ايلائه الانتباه المناسب وهي تجربة غالبا ما تكون مستحيلة خلال العشاوات المصحوبة بضجيج خصوصا في مدينة مثل نيويورك". ويمنع تاليا الحديث طوال العشاء النباتي المؤلف من قائمة طعام محددة تتضمن اربعة اطباق. في القاعة الصغيرة التي وضعت فيها طاولات خشبية طويلة واباريق من الصلصال الرملي، يدخل الزبائن في اللعبة مع تذوقهم لاطباق تتألف من منتجات عضوية محلية. على مدى ساعة يتذوقون الاطباق بسكوت تام وكأنهم في عزلة عن العالم. فيطلب من الزبائن اطفاء هواتفهم النقالة. البعض يواجه صعوبة في المحافظة على الجدية في هذه التجربة البعيدة جدا عن الحيوية المتواصلة التي تدب في ارجاء نيويورك. الطاهية الشابة المسؤولة في المطعم إلسا شميدت تقول "نأتي الى هنا مع نوايانا الخاصة اذا صح التعبير نعرف ما ينتظرنا ونضيف طاقتنا الخاصة ايضا الى هذه التجربة". وفي نهاية العشاء وبعد تذوق التحلية، ينتهي زمن الصمت، وعندما يقول نيكولاس نومان:شكرا جزيلا، يرد عليه الحضور بالتصفيق الحار، ويقول ستيفن ستوكلي وهو عالم كيمياء شاب "لقد كانت تجربة ممتعة جدا". رئيسة تحرير Epicurious.com تانيا ستيل والأم لمراهقين زارت المطعم وقالت عن التجربة إنها كانت حلما بعد كل هذه السنوات من العشاء مع ضجيج الأطفال والعائلة أن يتناول المرء عشائه بصمت وهدوء، وأضافت، "ولكن بالنسبة لشخص يدفع من أجل أن يتعشى في الخارج أعتقد أنه يشعر أنه أصبح جزءا من فيلم صامت، وأحيانا يكون السكوت تماما صعبا". وتوضح مورغان ياكوس وهي في الثلاثين من العمر مثل غالبية الزبائن في المطعم "يبدأ الشخص حوارا مع ذاته ويفكر باشياء كثيرة" واوضحت انها مرت "باحاسيس كثيرة" وانها «شعرت بالحاجة الى الضحك» ولكن في النهاية "يصبح الشخص غير متوتر وهادئ". بينما أحبت اليسون وايز التي اتت الى المطعم مع صديقها ليس للتجربة لكن لاسباب اخرى مختلفة. وتروي قائلة "انه لأمر لذيذ ان نمضي بعض الوقت معا من دون ان نكون تحت ضغط ايجاد موضوع نتحدث به". تعددت أسباب ارتياد المطعم من مختلف الزبائن، لكن الصمت والمائدة التي تحمل الطعام الشهي كانت تتصدر المشهد، استمتع الجميع بالطعام والصمت وعاشوا لحظات نادرة من الهدوء في مدينة الصخب! مارأيك في الفكرة؟ هل تحبين التحدث على الطعام؟