ليس عيبا أن يولد الإنسان محروما من وجود الوالدين فقد يعوضه الله بمن يشرف على تربيته من عم أو خال أو حتى حاضنة، وقد يتفوق في خلقه وعلمه وصفاته على أقرانه ممن يعيشون في كنف آبائهم.

إلا بعض الحالات الاستثنائية لأشخاص ولدوا لقطاء وظلت العقد النفسية تطاردهم منذ الصغر حتى يكبر الرجل ويصبح زوجا، وربما لا تعرف زوجته وجود هذة العقد إلا بعد فترة من الزمن أو الاحتكاك بشريك الحياه عن قرب، فتفاجأ الزوجه بشخص مريض نفسيا باطنه يخالف ظاهره. يسب ويضرب ويتهم بالخيانة وربما يطردها خارج البيت في ساعات متأخرة من الليل.

 كل ذلك دون ذنب يذكر وتكتشف الزوجه أن السبب الرئيس وراء تلك المعاملة هو الرغبة فى الانتقام والتنفيس عن عقد نفسية عاشها الزوج اللقيط .

ومسألة اليوم لزوجه قضت سنتين مع هذا النوع من الرجال ظنت أن يتمه سيجعله عليها حنون، فإذا به وحش كاسر وظنت أن رضاها به وهى تعرف انه لقيط قمة الرحمة والتسامح، فإذا به جلاد عنيد يتفنن في تعذيبها. يتهمها بالخيانة تارة ويلقيها فى الشارع بقميص النوم تارة ويضربها بحذائة تارة ويتدخل أهل الزوجة، فيسبهم ويتركها عند أهلها ستة أشهر كالمعلقة.

والعجيب أنه يصلى ويذهب للعمرات كل عام وكان أكبر أخطائها انها رضيت بزواج دون مهر ولا عرس ولا شبكة، وهى التى دفعت له مهرها  وحتى عند الولادة ترك أهلها ينفقون عليها طول فترة الحمل.

وعند الولادة تقول الزوجه أم أحمد : فوالله قد صبرت على كل ذلك أما التعامل مع شخصية مضطربة نفسيا ينتقم مني دون ذنب، ويضربني لا أحترام لي عنده كزوجة ولا حنان حتى قالها يوما لي (أن نعلي أشرف منك ) ولآن أريد الطلاق فهل لديكم حل غير ذلك ؟

الجواب : 

واضح مما قلتهِ عن زوجك أنه متأثر بطفولتة البائسة، وعنده تراكم نفسي لظروف مرت به جعلته يكره العنصر النسائي ويشك فيه ويحمل عليه بسياط الأنتقام والعذاب. وكنت أنت صاحبة النصيب وشريكة الحياه فأراد الله أن يختبرك بهذا الزواج، لذلك نصيحتى بأن يتدخل أحد العقلاء ليعرض على الزوج العلاج النفسي عند أحد الأطباء، فإن وافق فلا تتسرعي بطلب الطلاق فعسى الله أن يحدث بعد ذلك أمرا.

وإن لم يوافق على الذهاب إلى طبيب فأنصحك بالأنفصال حتى لا تصل عدوى أمراضه النفسية إلى الطفل الذى رزقتما به فليس اليتيم يتيم الأم والأب بل اليتيم يتيم العلم والأدب.