دراسة العلاقات بين البشر والمرتبطين بعلاقات عاطفية كالمخطوبين والأزواج ومَن هم على وشك الارتباط، كانت ولا تزال ضمن فلك بحوث العلماء والخبراء حول العالم بهدف فهم طبيعة هذه العلاقات والمساهمة في المحافظة عليها وفي بعض الأحيان إنقاذها من التدهور.

ورغم كثرة الدراسات التي تحدّثت عن الوسائل التي يمكنها إنقاذ العلاقات الزوجية من الإنهيار، إلا أنّ هناك أيضاً العديد من البحوث التي أربكت هذه العلاقات بفعل أثرها النفسي السيء على الشريكين حتى بات هناك نوع من تشكيك في ما إذا كانت صحيحة أم مجرد وهم.

كيفَ يحدث الحب؟

من بين هذه الدراسات النفسية السلبية، بحث خرجت به باحثة فرنسية في علم الأعصاب قالت إنّ الشعور بالحب بين الأزواج لا يدوم أكثر من ثلاث سنوات، مشيرةً إلى أنّ الأمور المتعلقة بهذا الشعور كتسارع دقات القلب ليست سوى أعراض جسدية ونفسية ناتجة من زيادة إفراز هرمونات في الدماغ تقلّ مع مرور الزمن حتى تصل إلى درجة الفتور.

وفي كتابها "كيف يحدث الحب"، فصّلت الدكتورة لوسي فانسون نظريّتها بالتأكيد على أنّ "الحب ليس سوى نتيجة لإفراز "كوكتيل" من الهرمونات العصبية تجعلنا نشعر بزيادة دقات القلب والتحليق في السماء. وهي هرمونات تجتمع كلها بهدف بيولوجي يدخل في إطار السعي إلى البقاء".

ورغم نظريتها التشاؤمية هذه، إلا أنّها أوضحت أنه يمكن تحفيز إفراز هرمون الأوسيتوسين الذي يزيد مشاعر الحب بين الزوجين عبر الكلام الجميل والحوار البناء والتعامل اللطيف والعودة بالذاكرة إلى أيام التوهج الأولى.

الثالثة هي الأسعد

هذه النظرية شكّكت بها بل رفضتها دراسات أخرى، معتبرة أنه من المستحيل تحديد عمر هذه المشاعر.

وقالت شركة "سلاتر وغوردن" للمحاماة البريطانية في دراسة حديثة لها إنّ الحياة الزوجية السعيدة لا تبدأ إلا مع السنة الثالثة بعد الزفاف.

وشرحت الشركة دراستها بالقول إنّ السنة الأولى للزواج تكون ممتعة وبأنها "زوبعة من النعم المتتالية"، فيما تُخصّص السنة الثانية لفهم الزوجين لبعضهما، ومع بدء السنة الثالثة، يكون الطرفان قد تعايشا، فتبدأ العلاقة الصحيحة السعيدة بينهما والتفكير عملياً في تكوين عائلة والإنجاب.

ووجدت الدراسة التي شارك فيها 2000 زوج، أنّ أغلبهم وصفَ السنة الخامسة للزواج بالأصعب لأسباب عدّة أهمّها الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة العمل وكثرة الطلبات والمسؤوليات.

وأطلق المشاركون في الدراسة لقب "الجدار" على السنة السابعة للزواج، مؤكدين أنّها إذا مرت بسلام فإنها ستُمهّد الطريق لحياة زوجية سعيدة وعلاقة متماسكة خصوصاً أنّ عدداً من الأشخاص في الدراسة إعترفوا بأنهم لم يعرفوا أن الزواج سيكون صعباً، بينما إعترف آخرون بأنهم عانوا من هبوط عاطفي لاحقاً بعد الشعور بالسعادة الغامرة في يوم الزفاف.

ختاماً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ في أي علاقة بين شخصين، لا بدّ من وجود خلافات تُدخل على كل طرف عادات وموروثات تختلف بالتأكيد عن طباعه المعتادة. لكن إيجابياتها تكمن في فهم الأسباب التي قد تهدّد العلاقة، فيتجنبها الزوجان وبذلك يخرجان من الأزمة إلى السعادة الحقيقية لجني ثمار الحب القديم المتجدّد.

للمزيد:

للعريس قبلَ الزفاف: توجيهات مُشرّفة من والدته، والعروس هيَ المستفيدة!

نؤكدُ لكِ: العروس في الـ 40، إمرأة تضجُّ بالحياة!